سخونة في حلب والغوطة وتقدّم عراقي في الفلوجة وتصعيد سعودي في اليمن نصرالله يرسم قواعد المقاومة للاشتباك… والانتقام للشهيد حمية يربك لبنان
كتب المحرّر السياسي
أعلنت قوات سورية الديمقراطية التي شكلتها ورعتها واشنطن من مجموعات من المعارضة السورية، وأضافتها إلى الجسم المنظم لوحدات الحماية الكردية، بدء الهجوم الذي تقوده واشنطن على الرقة، في محاولة لتكرار مشهد تحرير عين العرب كوباني، وتفادي الاعتراف بضرورة التعاون مع روسيا والجيش السوري وحلفائه للفوز بالحرب على «داعش». ويضع الأميركيون ثقلهم للفوز بهذا الرهان بعدما حشدوا قرابة ألف جندي من وحدات النخبة وأعدّوا لحرب جوية شاملة توفر الغطاء الناري اللازم لمنح القوات المتقدّمة التوازن المعنوي اللازم بوجه «داعش»، والهدف الأميركي الواضح الذي طالما دعت حلفاءها لمشاركتها فيه، هو السيطرة على الجزء الذي يتواجد فيه تنظيم «داعش» من الأراضي السورية، باعتبار أنّ تمكين «داعش» من هذه الجغرافيا برعاية تركية برضى أميركي كان التمهيد لاستردادها ومقايضة الدور السياسي والعسكري للجماعات التي تدعمها واشنطن بضمّ هذه الجغرافيا لصيغة جديدة للدولة السورية ينتجها التفاوض.
كانت الرغبة الأميركية الأصلية، كما عبّر عنها رئيس المخابرات الأميركية السابق ديفيد بترايوس مراراً أن تكون «جبهة النصرة» العمود الفقري لهذه العملية، لو نجحت واشنطن وحلفاؤها بضمّ «النصرة» إلى العملية السياسية وأحكام الهدنة عبر الضغط على روسيا وسورية وحلفائهما، ثم صارت الرغبة الأميركية أن يُصغي إليها حليفاها التركي والسعودي ومن معهما من المعارضة، وخصوصاً جماعة الرياض وفصيلي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» ليكون التسابق مع روسيا والجيش السوري والحلفاء على مَن يمسك قبل الآخر بجغرافيا الفصيلين المصنّفين إرهابيّين «النصرة» و«داعش»، فيكون الإمساك بجغرافيا «داعش» نقطة قوة تتيح التفاوض من موقع مختلف وتمهّد للشراكة من موقع سياسي عسكري لحسم وضع «النصرة»، وفقاً لمعادلة ليست بالضرورة حسماً عسكرياً بل احتواء مشروط.
فشلت واشنطن في الرهانين واضطرت إلى خوض رهانها بما توفر، وهي تشعر بحجم التعقيدات التي تنتظرها سواء لكون القوة المحورية التي تستند إليها قوامها التشكيلات الكردية التي قاتلت وتقدّمت في عين العرب، لأنها بيئتها الشعبية ونسيجها الاجتماعي، وهذا ليس حال الرقة، عدا عن الفارق في حسابات «داعش» بين المنطقتين، أو لخشيتها من أن يؤدّي الفشل مقابل نجاح روسيا وسورية والحلفاء في تحقيق تقدّم نوعي بوجه «النصرة»، إلى خلق توازن تفاوضي يفرض الرؤية السورية لجنيف ويسقط كلّ حسابات حلفاء واشنطن، بينما بادرت موسكو إلى الإعلان الذي يُحرج واشنطن عن الاستعداد للمشاركة في معارك الرقة.
بالتزامن مع حرب الرقة التي بدأت، نجحت القوات العراقية المكوّنة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي بتحقيق اختراقات كبرى في المعارك حول الفلوجة، بعدما كانت واشنطن قد بذلت جهداً لجعل الألوية لتحرير الموصل لتوظيف تأثير القرب الجغرافي بين الرقة والموصل لربح جولة الرقة، ولم يكن التصعيد السعودي في اليمن عسكرياً مع تصعيد موازٍ للوفد المفاوض لمنصور هادي في الكويت بدعوته لخروج الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي من المشهد السياسي كشرط للتسوية، بما بدا جزءاً من حملة التصعيد التي تشهدها المنطقة على أبواب الصيف الحار المنتظر.
في قلب هذا الصيف الحار الذي تخوضه سورية والمقاومة وتحققان الإنجازات على جبهات حلب وأريافها، والغوطة وريف دمشق، يحلّ عيد المقاومة والتحرير في ظروف تحوّلت معها المقاومة قوة إقليمية كبرى، وصارت أحد أبرز اللاعبين على مسرح الشرق الأوسط، لتتحوّل إطلالة قائدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى إلى محط للأنظار، ومحور للاهتمام بانتظار المعادلات التي سيرسمها وقواعد الاشتباك التي سيحدّدها كما درجت العادة في هذه المناسبة منذ إنحاز التحرير عام 2000، بينما دخل لبنان في حال ارتباك سياسي وحكومي مع إعلان والد الجندي الشهيد محمد حمية عن الانتقام شخصياً لدم ابنه بقتل أحد أبناء بلدة عرسال الأربعة الذين يتهمهم بالتورّط في مقتل ابنه.
قواعد الاشتباك مع العدو
يُطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى المقاومة والتحرير عند الساعة الخامسة والنصف عصر اليوم، في ساحة مقام سيد شهداء المقاومة بلدة النبي شيت. وعلمت «البناء» أن السيد نصر الله سيتحدّث في إطلالته عن المقاومة وذكرى التحرير والمعاني المستجدة بعد 16 عاماً على ذكرى انتصار أيار عام 2000، وأين أصبحت المقاومة. وسيقدّم السيد نصر الله رؤية حول وضع المقاومة استكمالاً للذي أعلنه حول قواعد الاشتباك مع العدو «الإسرائيلي». وسيتحدث عن قدرات المقاومة التي سينطلق منها ليدخل إلى الصراع في سورية ومواجهة التكفيريين وسيجدد السيد نصر الله تأكيد أن جزءاً مما تقوم به المقاومة حماية للبنان ودفاعاً عن اللبنانيين. وسيتطرق السيد نصر الله إلى ملف البلديات، وسيوجه الشكر للأهالي على الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع وظهار صورة ممتازة. ورجحت مصادر مطلعة لـ«البناء» ان يأتي السيد نصر الله على ما حصل في البقاع تمس من قتل حسين الحجيري من باب الجانب التكفيري سيشدد على ان مواجهة ومحاربة الجماعات المسلحة الإرهابية لا يكون بالثأر، وسيدعو إلى الهدوء والى الاحتكام للدولة. ولفتت المصادر إلى انه لن يتحدث عن العقوبات الأميركية على حزب الله الا اذا مرت في ثنايا الخطاب من زاوية الحصار السياسي والإعلامي والمالي الذي تتعرض له المقاومة.
وفي الذكرى الـ 16 ليوم المقاومة والتحرير، جدد قائد الجيش العماد جان قهوجي «التزام الجيش العمل بكل الوسائل على كشف مصير المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية والعمل على تحريرهم أسوة برفاقهم المحررين «،متوجها إلى العسكريين بالقول «لقد أثبتم خلال المراحل السابقة، كفاءتكم في حماية الوطن وصون وحدته وأمنه واستقراره على الرغم من استمرار الحروب المدمرة في جواره، كما التحديات الداخلية الكثيرة». وشدد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهته على أنّ حق لبنان في المقاومة مشروع ولا يمكن إسقاطه ما دامت هناك ارض محتلة وسيادة منتهكة. وأسف إبراهيم إلى أنّ المناسبة تطل ولبنان يواجه أزمة سياسية متمثلة بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية ويتهدده خطران خطر العدو «الإسرائيلي» الدائم وخطر الإرهاب.
مهنا: نرفض قوانين انتخاب تُمعِن في التشليع والتشظّي
وأقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً خطابياً حاشداً في في ذكرى المقاومة والتحرير في مسرح المدينة، ألقيت خلاله كلمات باسم فصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية وحزب الله وحركة أمل. وألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا كلمة أكد فيها أن مقاومتنا ضد الإرهاب وقواه ومشاريعه ومجموعاته هي مقاومة بوجه العدو الحقيقي ومخططاته. فنحن نقاوم الإرهاب انتصاراً لوحدة الدولة والمجتمع، ونقاوم الإرهاب لنصون حق الأمة ونحفظ ثوابتها ونحصّن صمود قواها وحتى تبقى البوصلة فلسطين، ونقاوم الإرهاب لإسقاط مشاريع التقسيم والفيدرالية، ونقاوم الإرهاب لنحمي خيار الدولة المدنية والهوية الحضارية. وقال: المقاومة ثقافة ونهج حياة ولذلك نؤكد التزامنا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لأن لبنان قوة ودوراً وموقعاً نهض على هذه الركيزة الثلاثية، ونشدد على الإصلاح السياسي ومدخله قانون انتخاب عصري يقوم على النسبية وخارج القيد الطائفي، ونحذر من اعتماد قوانين انتخاب تمعن في التشليع والتشظي وتصفية مقومات المواطنة الواحدة التي تبقى هي أساس كل وحدة مجتمعية وأساس المساواة وكل عملية ديموقراطية تحصّن المجتمع في مواجهة الأخطار.
سلامة يُصدر غداً تعميماً جديداً للمصارف
إلى ذلك علمت «البناء» أن حاكم مصرف لبنان سيصدر يوم غد الخميس تعميماً جديداً يقيّد فيه حركة المصارف، ويفرض من خلاله على المصارف عدم إقفال أي حساب من دون العودة إلى هيئة التحقيق الخاصة التابعة للمصرف المركزي. وسيؤكد التعميم على ضرورة أن يُقدم أي مصرف يقفل حساباً أو يمتنع عن فتح حساب، ملفاً إلى هيئة التحقيق الخاصة يتضمن حجم الحساب وحركته ومصدر الأموال. وسيشير التعميم الجديد إلى أن الإجراءات تخضع لمفعول رجعي. ويسبق هذا التعميم اجتماع بين سلامة ولجنة الرقابة على المصارف التي كلفها إصدار التعميم التفصيلي للمصارف. هذا ويلتقي سلامة اليوم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير المال علي حسن خليل لوضعهما في أجواء لقاءاته التي عقدها في واشنطن وباريس، بعدما اجتمع أمس بناءً على طلبه إلى مجلس إدارة جمعية المصارف. وعلمت «البناء» أن الأمور تتجه بين سلامة وجمعية المصارف للاتفاق على إجراءات وتفسير واحد للقوانين. وأشارت مصادر المجتمعين إلى أن blom bank لا يزال على موقفه، لكنه سيجد نفسه قريباً في وضع لا يُحسد عليه».
في العيد الثالث للفراغ مبادرة بري سيدة الموقف
ويحتفل اللبنانيون اليوم بالعيد الثالث للفراغ الرئاسي من دون أن يلوح في الأفق أي جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي، رغم كل المبادرات التي تطرح من الداخل والخارج. وعشية انتهاء الذكرى الثانية للشغور في قصر بعبدا أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء استمرار إخفاق الأحزاب السياسية اللبنانية لانتخاب رئيس الجمهورية، مكرّراً دعوته لجميع القيادات اللبنانية إلى «التصرّف بمسؤولية لانتخاب رئيس دون أي مزيد من التأخير، وفقاً لدستور البلاد». وكانت لافتة أمس الإشادة الأميركية بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعبر عنها القائم بالأعمال الأميركي في لبنان السفير ريشارد جونز من بيت الوسط بعد لقائه الرئيس سعد الحريري. وأكد جونز «أن الاقتراح الذي قدّمه رئيس البرلمان مثير للاهتمام وأنه يجب على الجميع أن يأخذوه جدياً بعين الاعتبار. فالمبادرة من الممكن أن تفتح الباب لانتخاب الرئيس واعتقد أن الرئيس الحريري يفعل ذلك». وليلاً زار الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري الرئيس بري في عين التينة، بحضور الوزير علي حسن خليل ودار البحث خلال اللقاء الذي تخلله عشاء في الاستحقاقات السياسية ومبادرة رئيس المجلس للخروج من الأزمة الراهنة.
سد جنة على طاولة مجلس الوزراء
وفيما يحضر ملفا سدّ جنة والنفايات على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة. قال وزير الاقتصاد ألان حكيم لـ«البناء» إن «وزير البيئة محمد المشنوق ووزراء الكتائب طالبوا خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء بوضع بند سدّ جنة على جدول أعمال الجلسة المقبلة وبوقف الأعمال في هذا المشروع لمخالفته القواعد البيئية ولاحقاً طلب وزير البيئة من المحافظ وقف الأعمال عليه إلا أن المحافظ عاد إلى وزير الداخلية الذي رفض الطلب».
وفي ملف النفايات، أشار حكيم إلى أن «مجلس الوزراء تنازل عن صلاحياته في إدارة المناقصات ووضع دفتر الشروط لهذا الملف لمصلحة مجلس الإنماء والإعمار. وهذا أمر مرفوض»، موضحاً «أنه عندما أقرّ مجلس الوزراء الخطّة البيئية لم تتضمّن موضوع المناقصات ولا دفتر الشروط بل كلّف مجلس الإنماء والإعمار وحينها اعترض وزراء الكتائب والتيار الوطني الحر على كل الخطة وليس فقط على المناقصات».
وتساءل حكيم: لماذا أهمل وزير الداخلية نهاد المشنوق الكتاب الذي أرسلته إليه عن اللجنة المركزية المكلفة تنشيط وتوجيه البلديات لكيفية الإدارة السليمة لملف النفايات؟
المحاصصة في المناقصات
وأشارت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى أن «القاعدة المتبعة في إجراء المناقصات هي المحاصصة ويتمّ وضع دفتر شروط وأسعار معنية من قبل مجلس الإنماء والإعمار لعرقلة مشاركة جميع الشركات لترسي التلزيمات في النهاية على شركة سوكلين لمدة 4 سنوات وبأسعار مرتفع جداً تضرّ بميزانية الدولة».
وحذّرت المصادر من خطر طمر النفايات من دون فرزها في معامل الفرز، وأوضحت أن مكب الكوستبرافا يستقبل 1200 طن من النفايات ومكب برج حمود وجل الديب يستقبل 1200 طن أيضاً، بينما معمل العمروسية لديه طاقة استيعاب وفرز 300 طن ومعمل الكرنتينا 300 طن أيضاً ومعمل الكورال بيتش إذا تمّ تشغيله 300 طن وبالتالي هناك حوالي 1400 طن ستبقى من دون فرز وسيتم طمرها في البحر من خلال وضعها في مواقف قريبة من الشواطئ في كل من الكوستبرافا وبرج حمود ريثما يتم إنشاء سلسول الكوستبرافا والخلية المكلفة الإشراف على الطمر المحدّدة خلال شهرين»، إلا أن المصادر توقّعت أن تطول المدّة إلى ستة أشهر».
…التغيير والإصلاح: السدّ لن يتوقف
بشأن طرح سد جنة على جدول أعمال مجلس الوزراء، دعا تكتل التغيير والإصلاح الجبيليين إلى اليقظة، معتبرًا أنه سيكون هناك محطة يوم الخميس، واعدًا بأن سد جنة لن يتوقف مهما كلف الأمر، ومشددًا على أنه «لن نقبل أن يمسّ بحقوقنا الاستراتيجية بالمياه تحت أي حجة مختلقة، مستغرباً كيف يريدون توقيف هذا السدّ بحجة قطع «جباب» من السنديان ولا يلتفتون إلى مليون شجرة تحرق في كل فصل صيف..؟ لا يهتمون إلى الكسارات، والمرامل، والنفايات التي دمرت البيئة؟».
وشارك النائب عن قضاء جزين أمل أبو زيد للمرة الأولى بعد انتخابه، في اجتماع «التغيير والإصلاح» برئاسة العماد ميشال عون. وتلا رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل البيان، وشدّد على موقف التكتل الثابت في المطالبة بقانون اللقاء الأرثوذكسي، الذي أثبت أنّه الأكثر تجسيداً للمناصفة الفعلية الكاملة. ولفت إلى «أن التيار الوطني الحر أبدى أكثر من جهوزية لمناقشة الكثير من القوانين تحت قاعدة تأمين المناصفة الفعلية، وأعتقد أن الإرادة السياسية هي الغائبة عن إعطائنا حقوقنا، وهنا تكمن المشكلة التي تجب معالجتها». وحول قضية الانترنت غير الشرعي، أشار باسيل إلى أن الغطاء السياسي للجرم والمخالفة مؤمّن من الحكومة عندما ترفض وضع هذا الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء.
في سياق آخر، عادت إلى الواجهة مجدداً قضية العسكريين الذي خطفوا على يد المجموعات الإرهابية من داعش والنصرة وبتواطؤ من مصطفى الحجيري أبو طاقية إلى الواجهة، وتقاعس الحكومة عن القيام بواجباتها حيال أبناء المؤسسة العسكرية. وشهد البقاع الشمالي حادثة ثأر للشهيد الجندي محمد حمية الذي كان مخطوفاً لدى جبهة النصرة وأعدمته رمياً بالرصاص. وتمثل ذلك بقتل معروف حمية والد الشهيد حمية، إبن شقيق أبو طاقية حسين الحجيري. وقال معروف حمية: «هذه نقطة ببحر ولن يهدأ لي بال إلا إذا وصلت إلى «أبو طاقية»، وأبو عجينة رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري ، لافتاً إلى أنه وفى بوعده، ومَن يقتل ابو طاقية يخلص الشعب اللبناني من جرثومة إرهاب». وإذ أكد أنه في مكان آمن، اعتبر أن الدولة كانت مقصّرة في حماية ابنه ولذلك لم يسلم نفسه. وفيما ساد جو من التوتر سجل ظهور مسلح بالقرب من منزل أبو طاقية وشوهدت آليات تحمل أسلحة ثقيلة في محلة راس السرج. وشهدت البلدة إطلاق نار كثيفاً بالتزامن مع تشييع الحجيري وسط استنفار غير عادي للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية الموجودة في عرسال ومحيطها.
وتقول مصادر أمنية رفيعة لـ «البناء» تتابع الملف «أن الحجيري الذي يعمل في جمعية تعمل لصالح الأمم المتحدة في ملف النازحين السوريين، كان وحيداً في مهمة عملانية في أحد مخيمات النزوح في بعلبك، ولحظة خروجه من المخيم أوقفه ثلاثة شبان وأنزلوه وفرّوا به بواسطة سيارة رباعية الدفع سوداء اللون وداكنة الزجاج، إلى أن وجد جثة هامدة على ضريح الشهيد حمية، ومصاب بنحو 35 طلقة من عيارات مختلفة بينها رصاص متفجّر».
حزب الله يضبط الوضع
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن حزب الله نجح منذ بداية مشكلة عرسال في منع زج البقاع الشمالي في فتنة سنية شيعية، رغم كل التحريض الذي حصل من قبل داعمي مصطفى الحجيري أبو طاقية ومَن يدور في فلكه». ولفتت المصادر إلى «أن حزب الله كرر أمس المحاولة نفسها وسيستمر»، مشيرة إلى أن الاتصالات المكثفة التي أجراها طيلة يوم أمس نجحت في ضبط الأمور وتجنيب أهالي طاريا وأهالي عرسال أي تطورات أمنية مقلقة». وأكدت المصادر أن أهالي عرسال الذين انتخبوا ضد أبو طاقية في الانتخابات البلدية يعلمون أن عملية الثأر التي قام بها والد الشهيد محمد حمية لا تستهدفهم، المستهدَف الوحيد منها أبو طاقية وأبو عجينة». وأبدت المصادر ارتياحها للوضع في عرسال، لاسيما بعد «تصرف رئيس البلدية الحالي باسل الحجيري العاقل». وإذ رفضت المصادر ما يُسمى بعقلية الثأر، اعتبرت أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة الوحيدة عن ما آلت إليه الأمور، بعدما أثبتت أنها اعجز من العجز، فهي أبقت عرسال متروكة لمواجهة مصيرها، رغم تأكيد وزير الداخلية أنها محتلة من الإرهابيين، وتلكأت عن حل قضية العسكريين أو محاكمة من قتل الشهداء العسكريين عباس مدلج وعلي البزال ومحمد حمية وبيار بشعلاني وإبراهيم زهرمان.