القرار الأميركي بضرب «داعش» في سورية اتُّخذ… ومخاوف جدّية من مخاطر التنظيم على الولايات المتحدة لا مؤشرات جديدة بشأن الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية… والتفاهمات الإقليمية تنعكس إيجاباً وترجمتها تحتاج إلى وقت
انتصار المقاومة الفلسطينية في غزّة على جيش الاحتلال الصهيوني يؤسّس لمرحلة جديدة في ظل سقوط دور «إسرائيل» الوظيفي، على أن هذا الانتصار يشكّل انتصاراً لكلّ الأحرار الذين نصروا فلسطين ووقفوا إلى جانب مقاومتها وشعبها. فالانتصار يعزّز وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله. ويؤكّد أنّ الكيان الصهيوني أصبح يعيش زمن الهزائم والمصير المجهول، وقد استنفذ كل أدواته للقضاء على المقاومة، لكنه فشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني، وكما أجبرت المقاومة الكيان الصهيوني على القبول بشروطها، ستجبره على الالتزام بتنفيذ ما اتُّفق عليه ولن تسمح له بالمراوغة في إعادة إعمار غزّة.
في هذا الوقت، لا يزال موضوع محاربة خطر «داعش» يحتل صدارة الاهتمامات في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يظهر في تركيز عدد من المسؤولين الأميركيين السابقين على سبل التصدّي لـ«داعش». إذ يؤكون على أن إلحاق الهزيمة بـ«داعش» الذي أصبح يشكل خطراً على أميركا، غير ممكن من دون وجود قوّات برّية على الأرض، لكن هذه القوات لن تكون أميركية، إنما قوات حليفة للولايات المتحدة، مثل قوات البشمركة الكردية في العراق، وما يسمى «الجيش الحر» في سورية، فـ«داعش» يقلق الأميركيين لأن لديه رغبة بمهاجمة أميركا لإثبات نفسه على الساحة الجهادية العالمية. كما أنّ هناك عناصر غربيين يقاتلون في صفوف «داعش»، وقد يقررون، بعد عودتهم إلى بلدانهم، تنفيذ هجمات من دون العودة إلى قيادتهم.
ومن الواضح أن قرار أميركا بضرب «داعش» في سورية قد اتُّخذ، وقد يحدث في الأيام القليلة المقبلة. لكن لا يبدو أن ذلك سيتم بالتنسيق مع الدولة السورية، حسبما يظهر. فأميركا تريد أن تضرب «داعش»، والعودة إلى المراهنة على دعم قوى موالية ومنضبطة في استراتيجيتها مثل الجيش الحر وغيره من المنظمات التي هي صنيعة غربية خليجية ـ تركية، فيما يُشار إلى أن جبهة «النصرة» بدأت تميّز نفسها عن «داعش» عبر إطلاقها سراح صحافي أميركي كان مختطفاً لديها.
أما على الصعيد المحلي اللبناني، فلا مؤشرات جدّية بشأن الاتفاق على مرشح للرئاسة، والأمر يحتاج إلى ليونة تقود إلى مرشح تسوية، في ظل عدم قدرة أيٍّ من الأطراف على الإتيان بمرشحه. غير أن التفاهمات الإقليمية إذا ما حصلت قد يكون لها انعكاسات إيجابية على لنبان. لكن لن يؤدي ذلك إلى تطوّر فوري وسريع لأن الأمر قد يحتاج إلى وقت لترجمة أيّ تقدّم على صعيد العلاقات السعودية ـ الإيرانية.