المصالحة الوطنية قاعدة المثلث المنتصر
محمد شادي توتونجي
هذا المثلث، تمثل قاعدته المصالحة الوطنية وأضلاعه، يمثلها الضلع الأول، ألا وهو تقدّم الجيش العربي السوري والثاني، هو الإرهاب المؤلف من الجماعات التكفيرية وأدواتها وداعميها ومموّليها وكلّ مفراداتها، ورؤوسه، ممثلة بزاوية الرأس، التي تمثلها القيادة السورية وزاويتي القاعدة: الأولى، هي الجيش والشعب والثانية، هي الإرهاب الصهيو – تكفيري.
إذاً لماذا أسمنياه المثلث المنتصر؟ وما هي عوامل الانتصار؟
اعتمدنا بأنّ الضلع القاعدي، هو المصالحة الشعبية والوطنية وزاوية الرأس، هي القيادة وكما هو معلوم للجميع، إذا تمدّدت هذه الأضلع القاعدية، الممثلة للمصالحة الشعبية والوطنية، فإنّ زوايا القاعدة سوف تصغر ويقترب رأس المثلث من قاعدته، حتى تتطابقا. وبالتالي، معناه إلتحام القيادة بالقاعدة. وهو ما يحدث فعلاً ويومياً، من خلال المصالحات التي تجري، بجهود كلّ شرفاء ووجهاء الوطن، إنفاذاً لتوجيهات الرئيس بشار الأسد، الذي يؤكد في كلّ مقابلة صحافية، أو تلفزيونية له، على أهمية المصالحة الاجتماعية وإنها السلاح الأمضى لدحر الحرب على سورية.
كما أنّ الضلع الأقوى والأهمّ، في هذا المثلث، هو الجيش العربي السوري، الذي يتقدّم في الجغرافيا السورية كلها. وبالتالي، فإنّ ضغط هذا الضلع على ضلع الإرهاب والتكفير، يؤدّي إلى تقليصه وتصغير زاويته. لذلك، فإن إقترابه من قاعدة المثلث المنتصر، أي الشعب، سيؤدي إلى تقارب رأس المثلث من القاعدة، وضمور ضلع الإرهاب، ما يجعل تطابق ضلع الجيش مع قاعدة المثلث، يؤدّي بنتيجة حتمية إلى أنطباق زاوية الرأس، التي تمثل القيادة، مع ضلع الشعب ويمكن الثالوث المقدس: القيادة والجيش والشعب، من التلاحم الكامل، وهي معادلة الانتصار الحتمي.
أما آخر علامات انتصار هذا المثلث، فهو الضلع الثالث، الذي يعبّر عن الإرهاب، من مقاتلين ومموّلين وداعمين وبيئة حاضنة وفاسدين وخونة وعملاء وإعلام وأسلحة وأموال وكلّ هذه المفردات العفنة الماكرة الخبيثة ودول الجوار التي فتحت حدودها على الغارب، وشرعتها للإرهاب، فإنه مستمرّ بالتقلص والضمور، نتيجة ما ذكرناه سابقاً، عن توسع القاعدة للمصالحة أولاً، وثانياً: ضغط ضلع الإنتصارات المتتالية للجيش العربي السوري. والعامل الأهم، هو عامل الاقتتال الداخلي بين كلّ مفردات هذا الإرهاب، فالداعمون له يقتتلون فيما بينهم من تركيا إلى السعودية. كما أنّ الجسد العسكري لهذا الإرهاب، يقتتل في ما بينه يومياً، ما يؤدّي لضموره تدريجياً. والعامل الثالث، هو تقدّم الجيش العراقي على الحدود الشرقية، في سحقه للإرهاب وتقدم الجيش العربي السوري على معظم الجغرافية السورية، وإحكام إغلاق الطوق حول رقبة الإرهاب في حلب وريفها ودمشق وريفها وإنهاء ريف اللاذقية، بشكل شبه تام. والتقدم المتدحرج في ريفي حمص واللاذقية وأرياف القنيطرة ودرعا.
نعم إنه منتصر، حتماً. وربما، إنّ الكلام عن هذه المصالحة، قد يزعج بعض الرؤوس الحامية، من أبناء الشعب السوري، الذين يظنون أنه تفريط بدماء الشهداء، أو ضعف، في بعض الأحيان. ولذلك، وجب توضيح التالي:
1 – ليعلم كل أبناء الوطن، الذين آلمتهم هذه المصالحات، ربما لحزن فيهم، أو فقدان أبنائهم، أو لظنهم أنّ الدولة تفرّط بدماء الشهداء، أنّ هذه الظنون ليست بمكانها أبداً. وذلك، إنّ هذه المصالحات، أو تسويات الأوضاع، لا تجري إلا مع سوريين، ممن خرجوا عن الخط الوطني وتلبسوا العقوق. وهم أولاً وأخيراً، سوريون وأبناء الوطن. الأمر الذي يجعل من المصالحة وإعادتهم إلى حضن الوطن الكبير، أقلّ وطأة من تعميق جرح الوطن وسفك المزيد من دماء أبنائه.
2 – إنّ هذه المصالحات والعفو والتسويات، لا تتمّ إلا بعد تسليم هؤلاء الخارجين أنفسهم وأسلحتهم، يعني إستسلامهم. وهذا يعني، قطعاً، أنهم الطرف الأضعف، والدولة السورية هي الأقوى، وهي التي تملك قرار العفو عنهم أو إطلاقهم، مع التأكيد والإشارة، إلى أنّ الدولة السورية، لا تعفو عمن أرتكب جرائم القتل وتلطخت أياديه بدماء السوريين. وهي لا تسامح إلا بحقها العام فقط. ولا تفرط بالحقوق الخاصة لأبناء الشعب، ما لم يسامح أصحاب الحق بحقوقهم.
3 – إنّ هذه الدولة، التي أصدرت العديد من مراسيم العفو وتقوم بالمصالحات يومياً، لاستعادة أبنائها خلال سنوات الحرب الستة، ما تزال مستمرة بهذا النهج. وهي تخوض أعتى الحروب الكونية عليها فهي تعطي رسائل للعدو قبل الصديق، عن مدى قوتها وصمود شعبها والتفافه حول رأس الدولة، الممثل بالرئيس بشار الأسد والتكامل والتلاحم مع جيش الوطن العربي السوري، الأمر الذي يثير جنون الحاقدين، الذين يسعرون النار في رؤوس أبناء الوطن السوري ويحرضونهم، بكلّ ما أوتوا من قوة، لأنهم يدركون، تماماً، أنهم يخسرون في حربهم الاجتماعية على الوطن السوري، كما يهزمون في العسكرة يومياً. وأنّ هذه المصالحات والتسويات، إنما تساعد من غرّر بهم، من أبناء الشعب السوري، وأكتشفوا أنهم كانوا مضللين ومخطئين في حساباتهم، ويمنعهم، ربما، الخوف من العقاب، أو أخذتهم العزة بالإثم، وتعطيهم الثقة والأمان بأن يعودوا لحضن الوطن ويحقن، بعودتهم، الكثير من دماء الشعب السوري ويقلص عدد الأمهات الثكالى، ويخفض عدد الأيتام والعوائل التي ستتشرّد، أو تفقد معيليها، في حال فقدان هؤلاء المغرّر بهم، لو استمروا في ضلالهم ولحق بهم السجن أو القتل، إنْ استمروا في عقوقهم.
خلاصة القول، يا أيها السوريون، إنّ الثقة بالقيادة لا تكون مجزوءة، أوليست، هذه القيادة، التي تقود الانتصارات المتتالية وتسحق الإرهابيين، في كلّ يوم، هي نفسها، من منحتموها، أنتم، الثقة، وأوكلتم إليها أموركم وهي نفسها، التي تقود هذه المصالحات والتي أثبتت حكمة في إدارة هذه الحرب، على سورية فإنّ كانت، فعلاً، هي من فوضتم إليها أمر أمنكم وأهلكم وعرضكم ووطنكم، فما عليكم إلا منحها المزيد من الثقة والتأييد، لما تقوم به من خطوات على الأصعدة كافة، من العسكرية مروراً بالاجتماعية وليس انتهاء بالإقتصادية والسياسية، حيث أثبتت حكمة وصواباً في تحالفها مع إيران ومحور المقاومة المنتصر ومع حلفائها الدوليين: روسيا والصين ودول «بريكس» وكوريا الشمالية.
فلنثبت للعالم أجمع، أنّ خيارنا محسوم وراء الرئيس الأسد والجيش العربي السوري والقيادة السورية، إلى آخر الطريق. لإن خيارنا هو الوطن بكلّ مكوناته. ولن يهزم وطن أركانه قائد مقاوم وجيش صامد وشعب أبي.