إلى شَامِنا العتيقة
آمنة بدر الدين الحلبي
يا أنتَ…
استبقيتُ ملامحَ وجْهِكَ…
في المساء…
كي تشاركَني قهوتي…
واسترجعَ حُلُمَ السنين….
طعمَ الحنين…
إلى شامنا العتيقة…
إلى حاراتها القديمة..
قِدمَ التاريخ…
كانت تحكي قصص الحب…
وتشتعلُ بحكايات العشق…
حين كانت داليةُ العنب…
تعرشُ على الحيطان…
والياسمينُ يفوح من ثغرِ فُسْتُقِيِّةٍ…
متربّعةٌ في الصيوان…
يا أنتَ…
تَسْتَفِزُّني أسْئلتُكَ…
تحمِلُني فوقَ السحاب..
إلى بيْتنا الأرجواني…
وقريتِنا المنسية….
التي كانت تعبَقُ…
بـ رائحةِ الفلِّ والأقحوان…
والياسمين يُزَيِّنُ صدرَ الحِسَان…
يا أنتَ
تعالَ لـ قهوتي…
اجلسْ في حضرةِ الغياب…
حين يزغرد الحَطَب…
في الكانون…
وتمتلئ الدِّنان…
نقترفُ خطايا الحب..
بدلاً من نزف الدماء…
اهدني بِضَعَة عطورِ…
صَنَعَتْها يداك…
وزهرُ الياسمين يفوحُ….
من صدرِ الحَنان…
يا أنتَ
تعال عارياً من الكوابيس والأوهام…
اخلع معطفَ شَكِّكَ…
أنا من وطنكِ…
من قلبكِ..
اغتسلْ من رائحةِ البارود…
نهرُ بردى يُطهِّرُ آثامَكَ…
دُسَّ قِنْطارَ حبّكَ…
في موجاتي الصوتي…
واشعلْ شُموعَ اللقاء..
اعزفْ مواويلَ الحب…
على أوتارِ نَبْضِكَ…
واعلنْ حُسْنَ البَيان….
يا أنتَ…
تعالَ مدثّراً بـ سنابلِ القمح..
دون قصفٍ…
أو زَيْفٍ…
أو رِياء…
تعال لـ روحي..
اغمرها بهمس حَصَادِكَ اليومي…
شاركني قهوتي….
كي أرسمَ وجْهَكَ على لوحاتي…
انزعْ هَمَجيَّتكَ…
انزعْ قبليَّتكَ..
اغسلْ آثارَ السُّمِ من شفتيكَ…
واسعَ للحب…
بدلاً من الدماء…
اقرأ ما تَيَسَّر من آياتِ العشق…
واغرسْ وردَ الشوقِ…
في قلبِ الحبِّ…
حَطِّم سَيْفَكَ…
واحملْ مِعْوَلَكَ…
واشربْ نَخْبَ النصرِ…
في هذا الزمان…
واعزفْ للشام أجملَ الألحان…