قصة الحمار وصاحبيه
يكتبها الياس عشي
ثمة حكايةٌ قديمة عن رجل وابنه ركبا حماراً قاصدَين المدينة، فمرّت بهما مجموعة من الناس واتهموهما بقساوة القلب لتحميل الحمار أكثر مما يطيق، فترجّل الأب عن الدابة وسار قربها.
وبعد قليل مرّت جماعة أخرى فتمتموا في ما بينهم متهمين الابن بسوء الخلق لأنه يمتطي الحمار وحده، تاركاً أباه المتقدّم في العمر يقطع مسافة الطريق مشياً على الأقدام. شعر الولد بالخجل فنزل وحلّ أبوه مكانه.
ومرة ثالثة تدخّل البعض متهمين الأب بالأنانية بعد أن رأوه يمتطي الدابة فيما ولده الصغير يمشي، عندها قرّر الأب أن يقطع مسافة الطريق مع ابنه مشياً على الأقدام، وفعلا ذلك، لكنهما ما إنْ دخلا المدينة حتى سمعا الناس يتهمونهما بالغباء لأنهما قطعا مسافة الطريق مترجّلين، دون أن يستفيدا من حمارهما!
ولم أر حكاية تفسّر موقف الغرب من العالم العربي أكثر من حكاية الحمار وصاحبيه، فمنذ مئة عام والغرب يتدخل في حياتنا، ويصادر قراراتنا، ويمنعنا من استغلال ثرواتنا، ويملي علينا ما يريد وما لا يريد، ويهزأ منّا، ويكذب علينا، حتى تقاعد العرب، وكفّوا عن اتخاذ القرارات الملائمة لمستقبلهم، وصاروا دمية تتحرك دون أن ترضي أحداً.
ويوم قال بعضهم: لا، قامت الدنيا ولم تقعد…!