أولئك الخمسة عار على لبنان
يكتبها الياس عشي
أدرك تماماً أنّ هؤلاء الخمسة الذين اعتدوا على مواطن سوري، فأشبعوه ضرباً، وشتموه بكلمات سوقية لا يمتّون بصلة للبنان جبران خليل جبران، والأخطل الصغير، ومي زيادة، ومارون عبود، وسعيد عقل، وصلاح لبكي، وغيرهم ممن لا تتسع هذه الدردشة لهم.
ولكن لا بدّ من المفارقة بين ما جرى لهذا المواطن السوري منذ أيام، وما يكثر تداوله في أروقة بعض العنصريين، وبين ما رأيته بأمّ عيني سنة 1975 يوم هوجمت الكورة، وهُجّر أبناؤها إلى طرابلس، ومنهم إلى سورية، وتحديداً إلى الساحل السوري.
فريق منهم أقام في «ضهر صفرا» القرية التي تعانق العالم من جهاتها الأربع، والتي تقع في الوسط بين طرطوس وبانياس. استقبلت اللبنانيين، وفتحت لهم بيوتها ومدارسها. وكان ابن عمّي ڤكتور عشي يؤمّن لهم كلّ صباح، وهم في أماكنهم، ما تنتجه أراضيه من خضار وفواكه دون أيّ مقابل، متحمّلاً أيضاً أجور النقل.
وشتّان بين المشهدين!