دي ميستورا يرى تحوّلات نوعيّة ستشهدها الأزمة السورية.. وموسكو ستواصل الجهود من أجل تخفيف التوتّر في إدلب
أعلن المبعوث الأمميّ إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس، أنّ «الشهر المقبل سيمثّل بداية لتحوّلات نوعيّة في الأزمة السوريّة».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع مستشاره الخاص أيان إيغلاند، أكّد دي ميستورا أنّ «المباحثات الفنّية في جنيف ستؤجّل حتى تتمكّن المعارضة من التوصّل إلى رؤية واضحة».
المبعوث الأممي إلى سورية، قال أيضاً إنّ «موسكو تعهّدت بنشر شرطتها العسكريّة لمراقبة مناطق خفض التوتّر في سورية».
وكان وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمانوف، أوضح في وقت سابق أمس، أنّه «سيتمّ الإعلان عن موعد اجتماع أستانة 6 فور اتفاق الأطراف المعنيّة عليه».
يُذكر أنّ العاصمة الكازاخيّة أستانة استضافت خمسة اجتماعات حول سورية هذا العام، كان آخرها في 4 و5 تموز الماضي، وأكّدت في الختام الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السوريّة، وتثبيت وقف الأعمال القتاليّة على الأراضي السوريّة.
وكانت الجولة الخامسة من مباحثات جنيف التي انطلقت في 23 آذار الماضي، انتهت من دون تحقيق إنجازات عمليّة رغم البدء بمناقشة مضمون الملفّات أو السلّات الأربع وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح الحكم ومكافحة الإرهاب . ورأى المبعوث الأمميّ إلى سورية حينها، أنّ الجولة حقّقت تقدّماً، لكنّ الحوار الحقيقي بالنسبة له لم يبدأ بعد.
إلى ذلك، أعلنت وزارة خارجية روسيا، أنّ موسكو ستواصل في إطار عملية أستانة الجهود الرامية إلى تنفيذ الاتفاق الخاص بإقامة منطقة تخفيف التوتّر في إدلب، وإنقاذ سكّانها من عنف الإرهابيّين والمجرمين.
وقالت المتحدّثة بِاسم الخارجيّة الروسيّة ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عُقد أمس، إنّ الوضع في محافظة إدلب يثير قلقاً بسبب زيادة نشاط تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، مُعربة عن استياء موسكو بشأن مقتل سبعة من ناشطي «الخوذ البيضاء» نتيجة هجوم مسلّح الأسبوع الماضي.
وأضافت زاخاروفا، أنّ «وزارة الخارجيّة الروسيّة أعلنت أكثر من مرّة عن موقفها المبدئيّ بشأن عمل «الخوذ البيضاء»، ولم نغيّر موقفنا»، مؤكّدة في الوقت ذاته أنّه من الناحية الإنسانيّة لا يمكن قبول قتل أناس عُزّل .
كما أكّدت الدبلوماسيّة الروسيّة، أنّ تحسّن الوضع السياسي العسكري في سورية، وتنفيذ الخطوات العمليّة في إطار عملية إقامة مناطق تخفيف التوتّر ونشر وحدات من الشرطة العسكريّة الروسيّة على خطوط التماس، تسمح بالأمل في «تحسّن الأوضاع الإنسانيّة بشكل جذريّ وبناء جسور الثقة في المجتمع السوري تدريجياً»، إضافةً إلى إتاحة الفرصة لتركيز «المزيد من الجهود لمكافحة إرهابيّي «داعش» و«النصرة».
ميدانيّاً، دعت وزارة الخارجية السوريّة الأمم المتحدة إلى «الحلّ الفوريّ» للتحالف الدوليّ، مؤكّدةً أنّ هذا التحالف «تأسّس من دون طلب من الحكومة السوريّة، وخارج إطار الشرعيّة الدوليّة».
ووجّهت الخارجيّة السوريّة رسالتَين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، حول مواصلة التحالف الدوليّ «الاعتداءات الوحشيّة بحقّ السوريّين»، مشيرةً إلى مقتل «17 مدنيّاً وجرح العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، علاوة على وقوع أضرار ماديّة» في غارات نفّذها التحالف الدولي استهدفت مدينة الرقة.
وأضافت الوزارة، أنّ طيران التحالف استهدف بشكلٍ متعمّد كنيسة سيدة البشارة داخل حيّ الثكنة في الرقة، ما أدّى إلى تدميرها بشكل كامل على الرغم من عدم تواجد عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابيّ داخل الكنيسة.
وأوضحت وزارة الخارجيّة السورية في بيانها، أنّ استمرار طيران التحالف في قصف الأحياء السكنيّة باستخدام «ترسانات الصواريخ الذكيّة والقنابل الموجّهة وقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دوليّاً، أصبح سلوكاً ممنهجاً ومتعمّداً لهذا «التحالف» في استهتار بالغ بأبسط أبجديّات وقواعد القانون الدوليّ الإنسانيّ».
وجدّد البيان إدانة دمشق لجرائم «التحالف الدوليّ» التي يرتكبها بحقّ المدنيّين السوريّين، والتي تمثّل جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة»، داعياً «الدول المشاركة في هذا «التحالف» والتي تدّعي احترامها للقانون الدولي الإنسانيّ، إلى الحلّ الفوريّ لهذا «التحالف» غير المشروع، الذي تأسّس من دون طلب من الحكومة السوريّة وخارج إطار الشرعيّة الدوليّة، والأمم المتحدة أو الانسحاب من هذا «التحالف» الذي خالف كلّ القيم التي نؤمن بها».
كما جدّدت وزارة الخارجيّة السوريّة مطالبة دمشق مجلس الأمن الدوليّ «بالاضطلاع بمسؤوليّاته في حفظ السلم والأمن الدوليَّين، ووقف جرائم هذا «التحالف» بحقّ المدنيّين السوريّين ومساءلته عنها».
وفي السِّياق الميدانيّ، تقدّم الجيش السوريّ والقوّات الرديفة بعمق 25 كيلومتراً بريف الرقة الجنوبيّ، واستعادوا عدداً من القرى والتلال الحاكمة على اتّجاه أثرية بريف حماة الشرقيّ، وفق ما ذكر الإعلام الحربي.
وأشار الإعلام الحربي إلى أنّ وحدات الجيش السوريّ سيطرت ناريّاً على قرى أخرى في المنطقة، وقضت على عشرات المسلّحين من تنظيم «داعش».
من جهته، أعلن مصدر عسكري استعادة السيطرة على 7 قرى وعدد من التلال الحاكمة، خلال العمليّات العسكريّة المتواصلة للجيش السوري لاجتثاث عناصر «داعش» من ريفَيْ الرقّة وحماة.
وقال المصدر لوكالة «سانا»، إنّ «وحدات من الجيش تقدّمت في عمليّاتها ضدّ «داعش» بعمق 25 كم بريف الرقة الجنوبي، وأحكمت سيطرتها على تلّ الأصفر وضهور المملحة ورسم العمالي ورجم الشيح وسوح الديلج وقربة ووادي الأوج، بعد القضاء على آخر تجمّعات التنظيم فيها».
ويأتي هذا الإنجاز بعد 4 أيام من عمليّة إنزال جوّي ناجحة نفّذتها وحدات من الجيش السوري في عمق البادية، أسهمت في تحقيق تقدّم لمسافة 21 كم والسيطرة على خربة مكمان وبلدة الكدير، والتقدّم لمسافة 12 كم جنوب شرقي الرقّة والسيطرة على قرية بير الرحوم بعد القضاء على أعداد كبيرة من عناصر «داعش».
ولفتَ المصدر العسكري نفسه، إلى أنّ «وحدات الجيش، وبالتعاون مع القوّات الرديفة، فرضت سيطرتها الكاملة على عدد من التلال الحاكمة على اتجاه أثرية بريف حماة الشرقي، خلال العمليّة العسكريّة المتواصلة للجيش في المنطقة ضدّ داعش»، مشيراً إلى أنّ «الجيش سيطر ناريّاً على قرى الفاسدة وعمشة ردة بريف سلميّة الشرقيّ، بعد القضاء على العديد من عناصر التنظيم وتدمير دبابة وعربات مزوّدة برشاشات وتفكيك عربتَين مفخّختين».
وفي القلمون الغربيّ، أفاد الإعلام الحربيّ بتدمير كلّ مواقع «داعش» في مرتفع الحشيشات بجرود الجراجير، ضمن سلسلة غارات جوّية سوريّة استهدفت المرتفع.
وكانت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوّات الرديفة تقدّمت الأربعاء الماضي لمسافة 10 كم على اتجاه أثرية جنوب شرقي كتفة بريف حماة الشرقي، وسيطرت على عدد من التلال والمرتفعات الحاكمة في المنطقة ودمّرت عدّة آليّات لتنظيم «داعش»، وقضت على عدد من عناصر.
كذلك قتل الجيش السوري مسلّحين سعوديّين وكويتيّين في تنظيم «داعش»، بعمليّات له مدعومة بسلاح الجوّ ضدّ تجمّعات التنظيم ومحاور تحرّكه في دير الزور.
من جهةٍ ثانية، قال التلفزيون السوري إنّ طائرات التحالف الأميركيّ نفّذت غاراتٍ أول أمس الأربعاء على قريتَي الطيانة والجلاء في ريف دير الزور الشرقيّ، أدّت إلى إصابات في صفوف المدنيّين ووقوع أضرار ماديّة. وأفاد المرصد السوري المعارض، بأنّ طائرات التحالف نفّذت غارات استهدف مدينة الرقة، أسفرت عن استشهاد 40 شخصاً وجرح العشرات من المدنيّين.