الاتجاه إلى التمديد هو بسبب ما يعانيه تيار المستقبل من ضعف على مستوى قواعده وعدم وجود قيادة تعرف ماذا تريد «أنصار الله» يتقدمون عسكرياً في شكل كبير ويقاومون المشروع الطائفي والتكفيري في اليمن ويتحمّلون مسؤوليتهم بدلاً من السلطة اليمنية
شكلت الاستراتيجية العسكرية للتحالف الدولي لمواجهة «داعش» والنتائج التي حققها حتى الآن، إضافة إلى مواقف وسلوك بعض الدول المعنية بهذا الأمر، محور نقاش وتحليل المسؤولين الرسميين والخبراء والمحللين على شاشات القنوات الفضائية والإذاعات ووكالات الأنباء أمس، حيث أجمعت معظم الآراء على أنّ الضربات الجوية التي يشنّها التحالف لن تؤدي إلى نتيجة إيجابية من دون التدخل البري.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب «أنّ مصر لا تنوي تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للولايات المتحدة في حربها على تنظيم «داعش» في العراق وسورية، حتى وإن كان القصف الجوي الأميركي غير كافٍ لهزيمتها».
وأبدى محلب قلقاً كبيراً بشأن مقاتلي «داعش» الذين يحملون جوازات سفر غربية ما يمكنهم تجنب التعقب في المطارات، لافتاً إلى «أنّ البعض تسللوا إلى مصر لكنّ مصر تحمي حدودها».
وفي المقابل، اعتبر الجنرال الأميركي المتقاعد جيمس ماركس «أنّ المشكلة تتمثل في التوتر القائم بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى رغبة تركيا بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لذلك فهي لا ترغب في حصول أي أمر يساعد على تقوية نظامه».
ولفت إلى «أنّ تركيا لن تتدخل إلا في حال تعرضها لتهديد»، مشيراً إلى «أنّ الضربات الجوية دفعت تنظيم داعش إلى تغيير خططه ما أدى إلى تشتيت قواته»، بينما رأى القائد السابق لحلف شمال الأطلسي الجنرال الأميركي المتقاعد ويسلي كلارك «أنّ التركيز يجب أن ينصبّ على احتواء داعش بانتظار تجهيز القوات البرية التي ستكون قادرة على تدميره».
وإذ انتقد غياب الرؤية الأميركية لتطور الأحداث في سورية، اعتبر كلارك «أنّ الاستراتيجية الأميركية ناجحة جزئياً، ولكن لا يمكن تحقيق كل الأهداف من دون قوات على الأرض».
وأخذت التطورات العسكرية في اليمن حيّزاً من الحوارات الفضائية، حيث أكد الكاتب والناشط الحقوقي اليمني عبد الكريم الخيواني «أنّ حركة أنصار الله وقعت اتفاقية وقف إطلاق النار في إب من موقع قوة»، مشيراً إلى «وجود محاولات من حزب الإصلاح لإفشالها». وكشف أنّ أنصار الله يتقدمون عسكرياً في شكل كبير ويقاومون المشروع الطائفي والتكفيري في اليمن ويتحملون مسؤوليتهم بدلاً من السلطة اليمنية، وقد استطاعوا أن يطهروا عدداً من المحافظات اليمنية من التكفيريين».
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، شكل ملف التمديد للمجلس النيابي والوضع الأمني مادة أساسية على طاولة الحوارات، ففي حين أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب فادي الأعور أنّ التكتل لن «يسير بالتمديد وسنتخذ الموقف المناسب في اللحظة الأخيرة، لفت الكاتب والمحلل السياسي طارق ترشيشي إلى «أنّ المشكلة هي وجود سياسيين حريصين على ربط مصالحهم بمصلحة البلد»، معتبراً «أنّ التمديد هو مصلحة سياسية».
وأكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم أنّ منطقة شبعا «مختلفة عن عرسال ولن تكون عرسال ثانية، بسبب الواقع الجغرافي المختلف وبسبب تفاهم مكونات البلدة بكل التوجهات السياسية».