قائد الجيش في مؤتمر عن التعاون العسكري المدني: تلبية احتياجات أهلنا جزء لا يتجزأ من واجباتنا
نظّمت مديرية التعاون العسكري – المدني في الجيش اللبناني CIMIC ، مؤتمراً بعنوان «التعاون العسكري – المدني»، برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون وحضوره، في قاعة المؤتمرات في فندق مونرو – بيروت.
حضر حفل الافتتاح سفير الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد، سفير هولندا يان والتمانس، النائب باسم الشاب، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، العميد وليد عون ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مديرة «الوكالة الوطنية للإعلام» لور سليمان، المساعد الأول لمدير المخابرات في الجيش العميد الركن علي شريف، مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصوه وشخصيات أمنية وعسكرية دولية وعربية.
وألقى العماد عون كلمة استهلّها بالقول «لا أنجح إذا لم يكن هناك فريق عمل من حولي، والفضل ليس لي وحيداً بل مع فريق العمل».
أضاف «يلتئم هذا المؤتمر في ظل عنوان بالغ الأهمية، وهو التعاون العسكري المدني، اذ إن التلاحم بين العمل العسكري والعمل الإنمائي يجسّد قيمة وطنية سامية ويؤدي دوراً بارزاً يضمّ الجندي والمواطن المدني كشريكين متضامنين في سبيل خدمة الوطن وإعلاء شأنه، ذلك الدور لم يغِب يوماً عن استراتيجية الجيش ونهج قيادته، فقد أوليناه منذ سنوات طويلة حيزاً واسعاً من اهتمامنا، فكان التفاعل مع أهلنا في مختلف المناطق والتطلع إلى تلبية احتياجاتهم قدر الإمكان جزءاً لا يتجزأ من الواجبات التي اضطلعت بها وحدات ومديريات وأجهزة عدة تابعة للمؤسسة العسكرية، كالمساهمة في بناء منشآت عامة وشق طرقات في مناطق نائية، وتنفيذ أعمال الإنقاذ خلال الحروب والأحداث الأمنية والكوارث الطبيعية وصولاً إلى وضع هذه النشاطات في إطارها التنفيذي عبر إنشاء مديرية التعاون العسكري المدني، ضمن مسيرة تؤكد تصميم الجيش على تطوير نفسه وانخراطه في الشؤون الحياتية للمواطنين».
وتابع «إن مضي الجيش في تطوير قدرات مديرية التعاون العسكري المدني وتعزيزها وتوسيع نطاق عملها بالتزامن مع تنفيذ المهام الأمنية الحساسة عند الحدود وفي الداخل، خلال هذه المرحلة الدقيقة، يعكس المكانة المميّزة للبعد الإنمائي بالنسبة إلينا كجزء من الإنماء الوطني الشامل».
وقال «لقد حرصنا على مدّ جسور التواصل مع المجتمع ودعم الإرادة الوطنية عبر تنفيذ مشاريع ونشاطات تشمل مجالات متنوّعة كالبنى التحتية والعناية الصحية والنشاطات الرياضية في المناطق كافة، ما ساهم في التخفيف من معاناة المواطنين وتعزيز ثقتهم في الجيش، ليس كمدافع عنهم فحسب، بل أيضاً كسندٍ لهم يشعر بهمومهم ويزيح عن كاهلهم قسماً من الأعباء الحياتية والاجتماعية. وهنا لا بدّ من تقدير المساهمة الفاعلة والمستمرة التي نتلقاها من أصدقائنا الدوليين والمحليين ومبادراتهم المتتابعة في سبيل دعم جهودنا الإنمائية. وهي مبادرات تعبِّر عن ثقتهم في دور الجيش الضامن لسيادة لبنان وسلمه الأهلي، وتؤكد عمق العلاقات بين لبنان والدول الصديقة الداعمة والقيم الإنسانية والثقافية المشتركة التي نؤمن بها جميعاً، ولقد تركت هذه المساهمة آثاراً ناصعة في أماكن متعدّدة من لبنان وفي قلوب العديد من اللبنانيين، وإننا نتطلع إلى إنجاز مشاريع مستقبلية نستكمل بها مسيرة التعاون المثمر».
وختم قائلاً «أجدّد الشكر والتقدير لجميع الدول الصديقة والجهات الدولية والمحلية على دعم مسيرة التعاون العسكري المدني في لبنان ولجميع المشاركين في هذا المؤتمر، كما أتوجّه بالتشجيع الى مديرية التعاون العسكري المدني على ما تبذله من جهود حثيثة، وليكن هذا اللقاء النابض بالروح الوطنية والإنسانية خطوة إضافية على طريق التضامن والإخاء».
من جهته، أعلن السفير الهولندي دعم مديرية التعاون المدني العسكري في الجيش اللبناني منذ تأسيسها، مؤكداً الاستمرار في هذا الدعم في المراحل المقبلة.
وشدّد على أهمية «التعاون مع الجيش اللبناني»، وقال «إن المساهمة التي قدّمتها المملكة الهولندية في سبيل تعزيز دور هذه المديرية ما هي إلا تقدير للدور التي تقدّمه في تقوية العلاقات بين المؤسسة العسكرية والشعب اللبناني، خصوصاً أن الجيش اللبناني هو المؤسسة التي تحمي الوطن كله»، لافتاً إلى «أن الدعم الدولي للجيش اللبناني مستمر، أكان عبر المملكة الهولندية أو إيطاليا أو كوريا الجنوبية أو قيادة يونيفيل عبر مديرية التعاون المدني والعسكري في الجيش اللبناني».
وتحدّث مدير مديرية التعاون العسكري المدني العميد الركن إيلي أبي راشد، فقال «لا يمكن ليد واحدة أن تصفّق ولا يمكن لشخص ان يتحمّل المسؤوليات كافة».
وأضاف «يتولى الجيش مهمة الدفاع عن الوطن لردع الأخطار الخارجية كما يتولّى تنفيذ مهمة أمنية لحماية الوطن والمواطن في الداخل ومهمة تنموية وإنمائية أساسية كشق الطرق وإزالة الثلوج التي تعزل بعض المناطق وإنشاء شبكة مياه للري، مع الوقت تطور العمل الإنمائي وأصبحت الحاجة ليكون هناك فريق عمل، وتدرج هذا الفريق الذي أصبح قسماً في العام 2012، ومن بعدها أصبح مديرية في العام 2015، واتجهنا شمالاً وبقاعاً وافتتحنا أقساماً تجسّد التعاون المدني العسكري في سبيل التنمية للمجتمع والاطلاع على حاجات المواطنين، وسنفتتح في الأشهر القريبة المقبلة قسماً للمديرية في محافظة الجنوب لنتعاون سوية لتحقيق مصلحة الوطن ككل».
وتابع «لم نكن وحدنا في هذه المسيرة، فقد وقفنا الى جانب العديد من شركائنا في المؤسسات الرسمية ومكوّنات المجتمع المدني وبعض الهيئات في المجتمع الدولي، ونريد أن نتشارك جميعاً في نجاحاتنا».
وأكد أن «الجيش ليس بعيداً عن هموم المواطن، بل هو العمود الفقري في المجتمع، وهو عبر مديرية التعاون المدني العسكري يطبق المثل «يحمل الجيش السلاح في يد ويحضن الوطن بيد أخرى».
وأعلن أن المديرية نفذت، بالتعاون مع المجتمع المدني والهيئات المحلية وبدعم بعض الوزارات والإدارات، مشاريع مختلفة في عدد من المناطق، كجر المياه النظيفة والكهرباء وترميم بعض المدارس وإنشاء المستوصفات وملاعب رياضية، وقال «دور المديرية لم يتوقّف عند هذا الحد، إنما تخطّاه نحو هدف أسمى وأرقى، فالإنماء هو خطوة في طريقنا وليس الهدف النهائي. هدف مشاريعنا هو تثبيت الدعائم الوطنية في النفوس وتثبيت معاني الشرف والتضحية والوفاء في كل قطاعات الوطن وتسهيل عمل الوحدات العسكرية في مهماتها».
وشكر قوات الأمم المتحدة على مساهمتها في تطوير عمل المديرية وبرنامج التعاون الأميركي us aid .
وقدّم العقيد الركن أيّاد العلم موجزاً عن مهام المديرية والإنجازات التي حققتها. وقدّمت للحفل الإعلامية ريمي درباس.