نصرالله لأهالي بعلبك الهرمل: أصواتكم تحمي المقاومة ودماء أبنائكم وبلداتكم
توجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أهالي بعلبك الهرمل، بالقول «إما أن تصوّتوا لمن قدم الدم أو لمن منع الجيش من الدفاع عنكم وتآمر مع الإرهابيين لإسقاط بلداتكم»، وإذ لفت إلى وجود تآمر إقليمي ودولي على المقاومة أشار إلى أن ولي العهد السعودي حاضر لدفع مئات مليارات الدولارات لعدائه مع محور المقاومة.
كلام السيد نصرالله جاء خلال مهرجان نظمه حزب الله في بلدة عين بورضاي عند مدخل مدينة بعلبك، دعماً للائحة «الأمل والوفاء» في بعلبك – الهرمل، ودعم لائحة «زحلة الخيار والقرار» في دائرة زحلة، وذلك تحت شعار «يوم الوفا للأرض». وتقدّم الحشود ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الزراعة غازي زعيتر، رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الموسوي، وأعضاء اللائحة في دائرة بعلبك – الهرمل، رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد، معاون الأمين العام للحزب حسين خليل، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفاعليات سياسية واجتماعية.
وأطل السيد نصرالله، عبر الشاشة، مبرراً طريقة الإطلالة بعدما كان قد أعلن سابقاً استعداده للتوجّه شخصياً إلى المنطقة، بالقول للحضور «أنا أخاطبكم عبر الشاشة لأنه بسبب محبتكم وغيرتكم وشهامتكم وحميتكم ووفائكم وإعلانكم على مدى كل الأسابيع الماضية عن هذا الوفاء وعن هذا الموقف، لم تكن هناك أي حاجة، بل كان هناك نهي من كباركم وعلمائكم وعشائركم ونسائكم وصغاركم لي عن أن أكون بينكم، وأن لا حاجة لهذه المخاطرة. وهذا الأمر كان طبيعياً ومتوقّعاً، وأنا أشكر كل الذين عبّروا في الأسابيع الماضية عن موقفهم، وعن تأييدهم وتضامنهم وعن مساندتهم».
شكر العشائر والعائلات
أضاف «أشكر كل العشائر وكل العائلات وكل الفاعليات وكل الأفراد وكل الرجال والنساء والكبار والصغار، الذين عبّروا عن تأييدهم وموقفهم الحازم أمام كل الشائعات وكل التحليلات، وأمام كل التوقعات الخاطئة، وأمام الهجمة الإعلامية التي ركّزت منذ اليوم الأول للاستحقاق الانتخابي على منطقة البقاع، خصوصاً على منطقة بعلبك الهرمل. لكل أولئك الذين أرسلوا لي عرائض موقعة بالدم أو بالحبر، لكل الذين أرسلوا سيوف أجدادهم التي قاتلوا بها المستعمرين والمحتلين، لكل الذين أرسلوا لي بنادق آبائهم وأجدادهم التي تعبِّر عن رمزية المقاومة، وروح المقاومة، وثقافة المقاومة في البقاع وفي بعلبك الهرمل، لكل الذين أرسلوا لي دروعاً تذكارية، أقدّم لهم شكري وامتناني ومحبتي بكل تواضع. وأنا الذي دائماً وما زلت وسأبقى أعتبر نفسي واحداً منهم وإبناً من أبنائهم، الذي عاش بينهم زهرة الشباب، وتعلّم منهم كل هذه المعاني في الشهامة والموقف والحمية».
وتابع «هذا هو بقاع الشهداء والقادة من الشهداء والمجاهدين الذين يملأون الساحات من البقاع إلى الجنوب، ومن البقاع إلى سورية، ومن البقاع إلى كل مكان يجب أن نكون فيه، كانوا فيه، ببطولاتهم، وشجاعتهم، وهذا هو المتوقع. هذا هو البقاع، وهذه هي بعلبك – الهرمل، وهذه هي زحلة. هذا هو البقاع الذي سيعبّر عن هويته وعن وفائه يوم 6 أيار».
لائحة زحلة حليفة مستقلة
ولفت إلى أن لائحة زحلة «مشكلة من شخصيات سياسية محترمة، وقوى سياسية وازنة من زحلة وقضائها، هم شكّلوها من بين 6 مرشحين، لحزب الله مرشح واحد هو مرشح حزب الله وحركة أمل في آن واحد. الشخصيات من كل الطوائف، هذه لائحتهم هم، هي ليست لائحة حزب الله كما يحاول البعض أن يصبغها بهذه الصبغة ليصوّب عليها سياسياً أو طائفياً للأسف كما هي اللغة المعتمدة هذه الأيام».
وتابع «في لائحة زحلة «القرار والخيار» نحن أصدقاء وحلفاء، وهذه اللائحة التي يشارك فيها حزب الله هدفها هو أن يتمثل المرشحون فيها في دائرة زحلة ليكونوا ممثلين عن أهل هذه الدائرة الكرام في المجلس النيابي، ويحملوا همومهم وقضاياهم. ويخدموهم وبالتالي ليس الهدف لا تغيير هوية زحلة أو مصادرة قرارها وإنما المشاركة في التمثيل والمشاركة في المسؤولية والمشاركة في الخدمة، وحلفاؤنا في لائحة زحلة القرار والخيار هم شخصيات وقوى مستقلة لهم خياراتهم الوطنية ويتحمّلون مسؤولياتهم تجاه المنطقة قبل الفوز وبعده، سيكونون مستقلين لهم خياراتهم ولهم مواقفهم، لكن بالتأكيد نلتقي وإياهم على الخدمة والتمثيل الصحيح وعلى الخيارات الوطنية الأخرى».
«الأمل والوفاء» تعبِّر عن هوية بعلبك – الهرمل
وأردف «أما لائحة الأمل والوفاء في دائرة بعلبك الهرمل فالأمر مختلف، اللائحة تعبِّر عن هوية بعلبك الهرمل السياسية، عن هوية بعلبك الهرمل المقاومة، عن موقف بعلبك الهرمل من القضايا الكبرى والقضايا الداخلية. هنا اللائحة معركتها مختلفة، معركة الحفاظ على الهوية والحفاظ على القرار في الوقت، الذي نسلّم فيه لغيرنا بحقه الطبيعي بالفوز، إذا حصل على حاصل انتخابي وبتمثيل مَن ينتخبه من أهل بعلبك الهرمل. هذا أمر طبيعي كما نتوقعه في زحلة، ونتمنى أن ينظر إليه الآخرون بهذا الشكل الطبيعي، كما في البقاع الغربي وراشيا، كما في كل الدوائر الانتخابية الأخرى، نحن نعرف منذ البداية أن القانون النسبي مثلاً في بعلبك الهرمل، سيعطي فرصة لآخرين بأن يفوزوا خارج لائحتنا نائب أقلّ أو أكثر له علاقة بالتصويت، وله علاقة بكثاقة التصويت».
واستطرد «اليوم الفرصة في زحلة وفي البقاع الغربي وراشيا وفي بيروت الثانية وفي بيروت الأولى، في كل الدوائر في لبنان، إنما تتاح ببركة هذا القانون النسبي».
وأكد «أن أول ما يجب تأكيده في منطقة البقاع في أي خطاب وفي أي ممارسة، هو وجوب الحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي وعلى تنوّعه وعلى بقائه، لذلك كل كلام في البقاع، خصوصاً في بعلبك الهرمل، كما كان يُحكى في السنوات الماضية، أثناء معركة السلسلة الشرقية عن تغيير ديمغرافي هنا، أو محاولة المسّ بوجود أتباع طائفة أو مذهب هناك، هي من الافتراءات والأكاذيب، التي كشفت الأيام وضوحها وكم هي ظالمة. كل هذا التنوع يجب الحفاظ عليه. الناس في هذه المنطقة بانتماءاتهم المختلفة عاشوا الهموم المشتركة نفسها».
وقال «نحن ننظر إلى المنطقة، إلى أهلها جميعاً بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو السياسية، ننظر إليهم كأهل، كإخوة، كأناس معنيين بمصير واحد وحياة واحدة وأمن واحد وكرامة واحدة وهناء واحد. لذلك لا يجوز لا في الانتخابات ولا في غير الانتخابات أن يلجأ أحد إلى شدّ عصب طائفي أو مذهبي أو تقسيم الناس مذهبياً أو تحريضها على بعضها بعضاً، من أجل مكسب سياسي أو مقعد نيابي. هذا يطعن في قلب المنطقة وفي قلب الوطن وفي صميم الحياة الواحدة والعيش الواحد».
وأشار إلى أن «هذه المنطقة عموماً عانت الحرمان والإهمال منذ تأسيس دولة لبنان الكبير العام 1920»، لافتاً إلى أن «الدولة اللبنانية والحكومات المتعاقبة تعاطت مع مناطق الأطراف. وهذه لم تكن مشكلة البقاع فقط البقاع، والشمال، والجنوب، المناطق التي قيل إنها ضمت إلى لبنان الكبير كانت تعاني على مدى الحكومات المتعاقبة من الإهمال والحرمان. وهذا يؤكد أن الخلفية ليست خلفية طائفية»، لأنه لو أن الخلفية طائفية بالشمال والبقاع والجنوب هناك مسلمون ومسيحيون وهناك سنة، وشيعة، ودروز، لماذا تعاطت الدولة مع مناطق الأطراف ومنها البقاع بهذه السياسات من الحرمان والإهمال؟ هذا بحث يطول الوقت ولا يتّسع له الآن».
وتابع «إن حجم الخدمات الذي قُدّم خلال سبع سنوات كان كبيراً، لكن أودّ العودة بجملة واحدة، وأقول «يا خي» احسبوها من 92 لمن يناقش بالإنماء، تناقشون جهة كانت تقاتل «إسرائيل» وتقاتل التكفيريين وتحمل 20 ملفاً كبيراً، مع ذلك انظروا ماذا فعلت بالإنماء بالمنطقة من 92 حتى 2018. بكل بساطة استحضروا المنطقة قبل 92 وانظروا إلى المنطقة الآن على كل صعيد، البنى التحتية، الطرق، الأوتوسترادات، الكهرباء، المياه، الهاتف، المستشفيات، الصحة، البيئة، و و و و الخ. سنجد أن هناك خدمات كبيرة أنجزت وقدِّمت، طبعاً هي ليست كافية، وهي ليست مقنعة، لأنه لا يجوز أن نقنع بأي مستوى من المستويات حتى ولو كان مهماً أو محترماً. إذاً نحن أمام جهات اليوم، تعبر عنها هذه اللائحة، وهذه اللوائح قامت بخدمات في بعلبك الهرمل وفي زحلة. وهذه الخدمات واضحة وبينة».
ماذا قدّم «المستقبل» غير التحريض؟
وأضاف «اللائحة الثانية، التي يدعمها تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية محلياً وتدعمها السعودية إقليمياً … بعضهم يقول المقاومة على رأسنا قدّمت تضحيات، لكن نحن آتون لخدمة أهل المنطقة. أنا أود أن أسألكم سؤالاً لن أعود إلى ما قبل 92، من 92 وحتى اليوم عندما نقول الحكومة، مَن يعنِ الحكومة يعنِ رئيس الحكومة، يعنِ الحكومة، يعنِ الوزارات الأساسية في الحكومة من 92 لليوم، رئاسة الحكومة كانت مع تيار المستقبل، وزارة المالية كانت مع تيار المستقبل، المؤسسات الخدمية الأساسية كانت مع تيار المستقبل صح أم لا؟ أنا لا أتهم من فراغ، أتحدّث عن وقائع الكل يعرفها من 92 إلا بعض السنوات القليلة سنتين برئاسة الزعيم الوطني والضمير الوطني الكبير دولة الرئيس سليم الحص، وتعرفون خلال سنتين أصلاً لم يعطَ فرصة ليتنفس. والفترة أيضاً التي أدار فيها دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذين ذهبوا وقالوا هذه حكومة حزب الله وحاربوها في كل العالم وعملوا لمقاطعة دولية لها. باستثناء هاتين الفترتين الصغيرتين وأشهر عدة لدولة الرئيس الراحل المرحوم عمر كرامي رحمه الله. باستثناء هذه الفترات الصغيرة، رئيس الحكومة من تيار المستقبل، وزير المالية أيضاً من تيار المستقبل، والمؤسسات الخدمية بيد تيار المستقبل.
ماذا قدّم تيار المستقبل لزحلة، لمنطقة بعلبك الهرمل، ليس للشيعة، أنا لا أتحدّث طائفياً، ماذا قدّم لكل أهل المنطقة؟ حتى إذا أردتم أن نتكلم طائفياً، ماذا قدم لأهل السنة في بعلبك الهرمل؟ ماذا قدّم لعرسال؟ ماذا قدّم لسنة بعلبك الهرمل، ماذا قدم لسنة البقاع الأوسط غير الوعود وغير التحريض الطائفي وغير الخطاب الطائفي، في مرحلة خطاب دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري والآن عدنا لخطاب الوصاية السورية».
وقال «بين هلالين من يتحدّث عن الوصاية السورية للناس، ليصارحهم ويقول لهم لذلك، إذا أنت تخشى من الوصاية، يعني أنت تسلِّم أن النظام باقٍ وأنه انتصر وأن سورية باقية وأن مشروع أميركا والسعودية ودول الخليج في سورية سقط، وبالتالي أهل البقاع، كل أهل البقاع الذين دائماً حياتهم، وعيشهم، وأمنهم، وتواصلهم، واقتصادهم، وحدودهم مع أهل سورية، مصلحتهم اليوم هي في هذا الخط السياسي وفي هذا المحور السياسي».
ولفت إلى أننا «من سنة 92 كنا نناضل من أجل تشكيل مجلس إنماء بعلبك الهرمل وكنا نخطب وكنا نفاوض تحت الطاولة وكان الجواب: مستحيل هذا ليس وارداً، كانوا يقولون لنا نحن نريد حل المجالس الأخرى لا نريد تشكيل مجلس جديد. اللائحة الثانية يدعمها تيار المستقبل المسؤول من 92 لليوم عن حرمانكم، وعن إهمالكم، وعن منع وصول الخدمات لكم، فمن تنتخبون في 6 أيار؟ تنتخبون مَن كان في خدمتكم قدر المستطاع، ومع ذلك كان مشغولاً في الحرب وفي القتال وفي الدفاع، أم الذي أدار لكم ظهره وترككم وتخلى عنكم؟ العقل والمنطق والوفاء والإخلاص ماذا يقول؟ تنتخبون الفعل الذي شهدتموه خلال كل العقود الماضية، أم الوعود التي لم يتحقق منها شيء من قبل تيار المستقبل لأهل البقاع؟».
الأمن مسؤولية الدولة
وفي موضوع الأمن الاجتماعي، قال السيد نصرالله إنه «مسؤولية الدولة، وهذا من إهمال الدولة، مسؤولية الجيش والقوى الأمنية الرسمية التي تأخذ من الضرائب ومن خزينة الدولة، لا يجوز أن نقبل من أحد أن يحمّل مسؤولية الأمن الاجتماعي لحزب الله أو لحركة أمل أو للحزب القومي أو لجمعية المشاريع أو لأي حزب يشارك اليوم في هذه اللائحة. هم دائماً يتّهموننا بأننا لا نريد الدولة. أكثر الناس الذين عملوا ليطلع الجيش إلى البقاع وتطلع القوى الأمنية إلى البقاع وتتحمّل مسؤولياتها كاملة، خصوصاً في بعلبك الهرمل كنا نحن وحلفاؤنا وأصدقاؤنا».
واعتبر أنّ مَن يطلب من حزب الله ضبط الأمن، يتآمر على الحزب و«الصحيح أن نقف جميعاً في المنطقة لنطالب الحكومة، أن تأخذ قرارات حازمة في تحمّل المسؤولية الأمنيّة في المنطقة».
«المستقبل» و«القوّات» دعما التكفيريين
وأكد أن «الدولة تخلّت عن البقاع في الموضوع الأمني في مواجهة التكفيريين خلال سبع سنوات، صحيح الجيش كان موجوداً لكن لم يكن هناك قرار عند الجيش أن يقاتل، لم يكن هناك قرار عند الجيش أن يهاجم مواقع الجماعات الإرهابية لطردها من الأراضي اللبنانية، إما بحجة النأي بالنفس وإما بحجة العناوين الطائفية أو لسبب آخر. وهنا نتكلم بالأمر كما هو. السبب الآخر هو أن بعض القوى السياسية في لبنان وكانت في الحكومة أيضاً، كانت على صلة بالجماعات الإرهابية التي كانت تهدّد أهلنا في البقاع، كانت تغطّيهم معنوياً وإعلامياً وسياسياً، تتحدّث عنهم كثوّار، توصل لهم الدواء والغذاء، الذخيرة والمال إلى الجرود، أعني بالتحديد تيار المستقبل والقوات اللبنانية».
وقال «أنتم أهل البقاع أنتم أهل بعلبك الهرمل، مَن أخذتم القرار في أن تدافعوا ولم تنتظروا الدولة ولا الحكومة كما فعلتم في المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، أنتم أخذتم القرار في أن تدافعوا عن بلداتكم وقراكم وأعراضكم ونسائكم وأطفالكم ووجودكم وكنائسكم ومساجدكم، ألم تفعلوا ذلك؟ ووقف معكم حزب الله بكل تشكيلاته في البقاع».
وقال «يوم السادس من أيار بكل صراحة أقول لكم يا أهل بعلبك الهرمل، ويا أهل زحلة لمن تصوّتون؟ لمن دافع معكم، لمن أيّد دفاعكم، لمن قدّم الدم والولد وفلذات الأكباد، للدفاع عن أعراضكم أم لمن منع الجيش من أن يدافع عنكم؟ أو أكثر من ذلك، لمَن تآمر مع الجماعات المسلحة لإسقاط بلداتكم وقراكم؟ هذا هو عنوان اللائحة الثانية، أنا ليس لي عمل بالأشخاص، ابن فلان وابن فلان وفلان، نحن نحترم كل الناس، أنا أتكلّم عن الهوية السياسية للائحة الثانية».
وأضاف «الدم الذي هو أغلى شيء، الولد الذي هو أغلى شيء، الروح التي هي أغلى شيء، أنتم قدّمتم دماء، أصبح الزفت أغلى من الدماء! وأصبح الطريق ونقطة المياه أغلى من الكرامة وأغلى من الأمن وأغلى من الوجود؟! الشخص يجب أن يكون موجوداً بكرامة ليستفيد من هذه النِّعَم، ما فائدة هذه النِّعَم إذا كنت مهجّراً أو مذبوحاً أو مقتولاً أو موجوداً مزلزلاً. ما هي فائدة هذه النِّعم؟ هذا خيار».
وأكد أن الوضع المالي والاقتصادي يعني كل لبنان، الوضع الاقتصادي يعني كل لبنان، لذلك يجب أن نكون حاضرين في الدولة، يجب أن يُعتبر أهل البقاع، كل أهل الأطراف، يجب أن يعتبروا هذه الدولة دولتهم وتلك المؤسسات مؤسساتهم ويجب أن يحضروا فيها بقوة ويجب أن يشاركوا في الحرب على الفساد.
حماية المقاومة
وفي موضوع المقاومة وحمايتها، توجّه السيد نصرالله إلى أهل البقاع بالقول «أنتم أهل المقاومة، أنتم شركاء في المقاومة، أنتم مَن صنع هذه المقاومة، من عندكم، في مدينة بعلبك تأسس حزب الله، سيّد شهداء المقاومة، أبناؤكم ومقاوموكم ملأوا كل الساحات، شهداؤكم، دماؤكم، تحملكم في المراحل السابقة للقصف الإسرائيلي، أنتم معنيون بحمايتها، لمن قدّم الدم أنا أقول له يجب أن تحمي هذا الدم، هذه دماء أبنائكم يجب أن تحموها بأصواتكم، انتصاراتكم وإنجازاتكم، التي دُفعت من أجلها أثمان باهظة، يجب أن تحموها بأصواتكم».
أضاف «نعم المقاومة بحاجة إلى حماية سياسية، لأن هناك تآمراً دولياً عليها، والآن يزداد وتآمراً إقليمياً عليها والآن هناك مَن هو حاضر ليدفع ليس ملياراً وملياري دولار فقط، ولي العهد السعودي هو حاضر لدفع مئات مليارات الدولارات لعدائه مع محور المقاومة، لتحريض أميركا على الحرب على المنطقة، لتحريض إسرائيل على الحرب في المنطقة، وكذلك في الداخل. نعم المقاومة وسلاح المقاومة بحاجة إلى حماية سياسية والحماية توفرها أصواتكم».
وتابع «في سورية هزم الوكلاء وفشل الوكلاء وسقطت الأدوات، نحن أمام مرحلة جديدة، الحرب تكاد تنتهي مع الوكلاء، ولكن يمكننا أن نقول من الممكن أن تبدأ مع الأصلاء».
وأشار السيد نصرالله إلى أن «اللائحة الثانية في بعلبك الهرمل هي لائحة مَن يعلن في كل يوم أن سلاحكم غير شرعي، ومَن يعلن في كل يوم أنه يريد نزع سلاح المقاومة، ومَن يعلن في كل يوم انتماءه إلى المحور الآخر، صحيح أننا نرتضي التعايش والتعاون وربط النزاع، ولكن هذه هي الهوية السياسية لبعض اللوائح الأخرى».
وختم «قوّتنا في وحدتنا، إذا كان هناك ملاحظات لها علاقة بالإنماء أو بالوظائف أو بالخدمات أو ما شاكل، الناس تجلس وتتحدّث مع بعضها بروح المسؤولية، تشرح الظروف، تشرح الخلفيات، تتعاون على المعالجة، لا تفتحوا الباب لأي مُفتن ولأي مُفسِد ولأي ممزّق للصفوف من أجل مقعد نيابي أو مكسب سياسي».
وختم «أيها الأخوة والأخوات، في السادس من أيار هم يحضرون ليتحدثوا بلغة أن حزب الله وحركة أمل وخيار المقاومة هُزم في عقر داره، ليقولوا إن بيئة المقاومة بدأت تتخلّى عن المقاومة بسبب خياراتها الاستراتيجية. هذه أوهامهم، هذه أكاذيبهم، ولكن أنتم عليكم أن لا تُعطوا الفرصة لهؤلاء في أن يتنادوا بالكذب وفي أن يتنادوا بالأوهام. وإلى اللقاء منصورين منتصرين أعزاء مرفوعي الرؤوس وشامخي القامات».