حردان في مقدّمة الحضور: نتطلع إلى دور يوناني وأوروبي لمساعدة لبنان في إعادة النازحين السوريين إلى بيوتهم وقراهم
زار رئيس جمهورية اليونان بروكوبيوس بافلوبولوس دير سيدة البلمند البطريركي، في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها إلى لبنان. وكان في استقباله بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، بحضور رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على رأس وفد، ووزراء ونواب وشخصيات وفاعليات ورجال دين.
وألقى البطريرك يازجي، كلمة أشار فيها إلى أنه «منذ قديم العصور عانق أجدادنا أرض اليونان وحملوا إليها في سفنهم ورق الكتابة وحرف الأبجدية». وتوجه إلى الرئيس اليوناني قائلاً: «أنتم تعرفون جيداً أنّ للاستقلال ثمناً باهظاً من التضحيات لا بدّ من دفعه. هذا ما خبره شعبكم ودولتكم الكريمة في اليونان، وهذا ما اختبره شعبنا، عبر تاريخ منطقتنا الصعب. ونحن ما زلنا منذ ستة أعوام ننتظر برجاء عودة مطراني حلب بولس ويوحنا مع سائر المخطوفين والمفقودين. وعلى الرغم من صعوبة الرعاية وعمل الكنيسة في ظروف كهذه، نؤكد لكم أننا باقون كمسيحيين في الشرق الأوسط وأنّ وجه المسيح لن يغيب عن مهد المسيحية في بلادنا».
أضاف: «إنّ حضوركم اليوم في رحاب كنيستنا وفي لبنان، في بلد العيش الواحد، لهو خير تعبير عن التضامن الأخوي. له رمزيته وله وقعه وتأثيره في عملنا وفي رسالتنا في هذه المنطقة. هذه التلة المباركة المنحنية تحت أجراس دير السيدة في البلمند لطالما كانت مركز إشعاع علمي ولاهوتي في كلّ أرجاء الكرسي الأنطاكي في العالم. قدّمت للكنيسة لاهوتيين ورعاة حفظوا وديعة الإيمان ونقلوه إلى الأجيال اللاحقة».
بافلوبولوس
وألقى الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس كلمة قال فيها: «بتأثر ورع وفخار وطني، أزور، بصفة رئيس الجمهورية، دير رقاد السيدة المقدّس، هذا المركز المحوري للبطريركية التاريخية القديمة في مدينة الله العظمى أنطاكيا.
أضاف: من واجبي أن أعترف علانية لغبطتكم، باسم الدولة والشعب اليونانيين، أنكم بصفتكم القائد المتمايز لبطريركية أنطاكيا التاريخية القديمة تدافعون عن التقليد المذكور أعلاه بالكامل، مؤازرين، في الوقت عينه، عمل بطريركية القسطنطينية المسكونية».
هذا وقلّد البطريرك يازجي الرئيس اليوناني وسام القديسيْن بطرس وبولس، وتبادل معه هدايا وصوراً تذكارية قبل أن يوقع الزائر على سجل الدير.
وفي تصريح لـ «البناء»، أشاد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان بجهود البطريرك يازجي على رأس بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لترسيخ الانتماء الى الأرض والتشبّث بها.
وأمل حردان أن تساهم زيارة الرئيس اليوناني في بناء علاقات متينة على قاعدة احترام السيادة والحقوق، وبما يحقق مصلحة مشتركة، وهذا ما نتوخاه ونشدّد عليه. مضيفاً: «إنّ لبنان يرفض أيّ مسّ أو تطاول على حقوقه، وعلى دول العالم أن تكون إلى جانب الحق.
وقال حردان: «نتطلع إلى دور يوناني أكبر وأكثر فاعلية مع الاتحاد الأوروبي وكلّ الدول لمساعدة لبنان في إعادة النازحين السوريين الى بيوتهم وقراهم». مجدّداً التأكيد على «أننا نرفض بشدة أيّ شكل من أشكال الاستثمار اللا إنساني في موضوع النازحين»، كما نشدّد على ضرورة التعاطي الإنساني مع قضية النزوح، لإنهاء هذه المعاناة الانسانية التي تسبّبت بها الاستثمارات غير الإنسانية».
وختم حردان: إنّ التحدي الأساس يتهدّد الإنسانية وسيادة الدول واستقرارها، هو تحدّي الاحتلال والعنصرية والإرهاب، وهذا ما يجب أن يلقى رفضاً ومواجهة من كلّ دول العالم.