قالت له
قالت له: أنت تجهد نفسك كثيراً في العمل وصحتك تستحقّ راحة حقيقية وتنظيماً للوقت أكثر رحمة لجسدك وقدرتك على الاستمرار. فهذا ظلم لا يحق لك ارتكابه.
قال لها: هي مسؤوليات تجبرني وأنا لا أستطيع التخلي عنها. وأنا كما تعلمين أقدم عليها بكل فرح، فرعاية الشباب الناشئين في مجالات الثقافة مصدر سعادة عندي وأنا أراهم براعم تتفتح بعنايتي.
قالت: لكنك بسبب هذا الانشغال المفرط صرت تهملني.
قال: وهل أغيب عنك أو عنهم أو اهتمام من همومك واهتماماتك؟
فالت: لكن لغتك معي صارت عملية تخلو من الملاطفة.
قال لها: سنعوّض عندما تنتهي هذه المسابقة التي أعطيها أغلب وقتي.
قالت: لكن بين من ترعاهم شباب وصبايا وبين الصبايا من تشغل بالك وتمنحها وقتاً وعناية ورعاية وتميزها.
قال: لأنها تستحق فهي موهبة حقيقية في الشعر والرسم والنحت.
قالت: وتمضي معها وقتاً أكثر مما نمضي معاً.
قال لها: لم يحدث أن كانت وحدها معي مرة فأنت تعلمين أنني أرعاهم جميعاً معاً.
قالت: لكن تميز بالنظرات والابتسامات.
قال: لم يحدث أن كنت معنا مرة لتلاحظي.
قالت: أشعر بذلك من حجم الوقت الذي تعطيه. فالرجل لا يشغل باله عمل إلا إن كانت فيه امرأة تشغل باله.
قال: وأين أصبح حرصك على صحتي وراحتي؟
قالت: حاولت وفشلت.
قال لها: تعالي معي إذن إلى صف المساء ونذهب بعدها إلى العشاء.
قالت: حسناً سآتي.
وفي المساء وجدت أن هناك فتاة واحدة بين الشباب وهي مقعدة مصابة بشلل نصفي فاحمرّت وجنتاها خجلاً، لكنها قالت أظن إن هناك فتاة أخرى لكنها تغيب عن هذا الصف المسائي ولهذا دعوتني.
فضحك وقال: هي حكاية الذئب والحمل تتكرّر بقول الذئب للحمل إن لم تكن أنت مَن عكّر المياه فإن جدّك قد فعلها مع جدّي.
ضحكا ومضيا معاً.