ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
الرفيق حسين صالح: قصة حياتي الحزبية
شكراً للامين الجزيل الاحترام سماح مهدي، الذي زوّدنا بهذه الرسالة للرفيق حسين الصالح، الغنية بالمعلومات، على امل ان يردنا المزيد فننشر ذلك لفائدة تاريخ الحزب .
ل. ن.
« أنا حسين الصالح، السوري القومي الاجتماعي، من بلدة حاصبيا – الجنوب اللبناني. أروي حكايتي مع الحزب، منذ طفولتي، وحتى تاريخه 1 .
في عام 52 بداُت شبلاً في مديرية حاصبيا – منفذية مرجعيون، وكان مدير المديرية المرحوم مجيد أبو غيدا والناموس المرحوم مفيد أبو غيدا.
وكنا نجتمع سراً في منزل اَل قيس، برعاية الرفيق معروف قيس، وبإشراف الرفيق علم الدين شروف 2 ورفقاء المنفذية. أطلقنا على المديرية اسم مديرية الجهاد. تيمناً بالرفيق الشهيد جهاد الأطرش 3 الذي استشهد في جبل العرب، في الشام.
في عام 55 بدأت حياتي الجديدة بقسمي اليمين الحزبي بشهادة الرفقاء دريد أبو شقرا 4 وجوزيف المندلق وإدمون شديد 5 .
في عام 52 نلت الشهادة الابتدائية السرتفيكا وعينت أستاذاً في قرية مرج الزهور – قضاء حاصبيا، وكنت في الرابعة عشر من عمري. وأكملت دراستي ونلت شهادة البكالوريا القسم الثاني، في بيروت، وعينت استاذاً في مدرسة «الخضر للأوقاف الاسلامية»، وكان في عداد تلامذتي سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، وكان جاري في السكن في حي شرشبوك.
ومن تلامذتي أيضاً ، قاضي شرع شحيم الحالي أحمد الكردي .
التحقتُ بطلب من الأمين جبران جريج، منفذ بيروت آنذاك، بمنفذية الضاحية الشرقية حيث أسكن. وعينت مفوضاً لمفوضية الشل – مكان سكني. ثم مديراً لمديرية الدورة الثانية، وناموساً لمنفذية الضاحية الشرقية حتى عام 75 حين طلب مني الحزب الانخراط في إحدى المنظمات الفدائية شرط أن يبقى ولائي للحزب.
فالتحقت بحركة فتح ووصلت إلى رتبة نقيب. وفي هذه السنة بدأت الحرب الأهلية في لبنان. فكلفني المنفذ العام علي حمزه بقيادة المجموعة القومية التي أرسلها من النبعة لمؤازرتنا بقيادة الشهيد البطل كابي يونو 6 ، بالإضافة إلى مقاتلين من فتح والصاعقة.
سقطت المنطقة لعدم التكافؤ في العديد والعتاد. فاستشهد أكثر الرفقاء، ووالدي في عدادهم. وقد حوصرنا في منطقة المسلخ لأيام. ظن الحزب والحركة باُني شهيد. فنعياني رسمياً وبواسطة الصحف جميعها. وبعد مرور شهر على مجزرة الشل، استشهد أخي ورفيقي أكرم في معركة أوتيل الهوليداي إن، فنعاه الحزب.
دعاني الأمين جبران جريج وهنأني بسلامتي، وكان ذلك بوجود المرحومين العميد محمد سليم والرئيس الأمين داوود باز. وأطلق عليّ لقب الشهيد الحي.
وكنت قد تركت التعليم، وتوظفتُ في وزارة الصحة العامة كمراقب في مكتب مكافحة الملاريا. عينت عضواً في مجلس المندوبين بالاتحاد العمالي ممثلاً للحزب. وكنت مسؤول لجنة المهجرين في منطقة الجناح بطلب من الصليب الأحمر اللبناني، وحركة فتح والحزب .
طردتُ من وظيفتي، بعد أن أحرقت بيوتنا، وتهجرنا إلى منطقة إقليم الخروب – بلدة شحيم. التحقتُ بمديرية إقليم الخروب المستقلة، فاسندت إليّ مسؤولية ناموس المديرية، ونظارة العمل.
في عام 2010 مُنحت وسام الثبات. والاَن أنا عضو في «نادي الثقافة والفنون» – شحيم ، وعضو في «نادي الطليعة الرياضي»، وأحمل منه شهادة تقدير لما قمت به من أجل إنجاحه. ويضم النادي خيرة أبناء شحيم من مهندسين، ومحامين، وقضاة واساتذة جامعيين. وبكل فخر كنت عريف حفل الافتتاح، بوجود وزراء ونواب وأكاديميين.
هذا أنا كنت ولا أزال مناضلاً في صفوف الحزب. وسأبقى حتى الرمق الأخير.
أهدي قصة حياتي الحزبية للرفيقة العزيزة، الباحثة ابنتي السادسة إيمان سلامة المصري. شاكراً لها حسن أعمالها. هذه صورة لي ولبعض أولادي وأحفادي.
بدورنا نقدم «قصة الحياة الحزبية» للرفيق حسين صالح، الى كل من عرفه في منفذيات الحزب، وتخصيصاً في «حاصبيا» و «الضاحية الشرقية»، وندعو من عرفه ان يزوّدنا بالمزيد عنه.
هوامش:
1 – الرسالة الواردة من حضرة الامين سماح، مؤرخة في 23 ايار 2019
2 – علم الدين شروف: شاعر، ومن اصفى الرفقاء الذين عرفتُ، في لبنان وفي البرازيل. للاطلاع على النبذة المعممة عنه، الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
3 – الرفيق الشهيد جمال الاطرش: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
4 – دريد ابو شقرا: كاتب وصحافي، وله عدة مؤلفات. ننتظر معلوماته عن فترة انتمائه، ومسيرته.
5 – ادمون شديد: من مدينة مرجعيون. تولى مسؤوليات محلية عديدة وكان مراسل جريدة «النهار» لسنوات عديدة. بنى عائلة قومية اجتماعية. ذكرته في كثير من المناسبات، ويصحّ ان اكتب عنه المزيد.
6 – عن معركة الشل، واستشهاد رفقاء من بينهم الرفيق البطل كابي يونو، مراجعة الموقع المذكور آنفاً، حبذا ان يكتب من عرف الرفيق المميّز كابي يونو، في منفذية الضاحية الشرقية، لمزيد من اغناء النبذة عنه.