التهالك والانشقاق قدر الإرهاب… والإعدام في صفوفه تكتيك مكشوف
فاديا مطر
بالاعتماد على التنظيمات الإرهابية كدعامة وبنية رئيسية في الشكل الدموي، تقف «النصرة» و«داعش» الإرهابيتان موقف الذهول والأنهيار بلا شك من جراء ما تؤكده التقارير الواردة من أوساطهم بتزايد نسبة الانشقاقات والفرار من المعارك التي تحولت إلى ظاهرة وليس حالات فردية فقط، مما يسبب الاهتراء والتآكل من الداخل حتى يتحول في النهاية إلى بؤر صغيرة لا تستطيع امتلاك السيطرة على الأرض، فهو ما يجعلها تتجه إلى العمليات الإرهابية التفجيرية بسبب التآكل ومحدودية القوة، ولذلك دلائل كثيرة عكستها طبيعة المعارك العسكرية التي شهد فيها تنظيما «النصرة» و«داعش» إعدامات بسبب الفرار كما حدث في 9 شباط الماضي في مدينة حلب بعد إعدام 8 أرهابيين من قبل تنظيم «النصرة» الارهابي، وما تلاه من إعدامات متكررة بحسب مصادر ميدانية في كل من ريف درعا والزبداني التي أعدمت فيها جيهة «النصرة» ستة من أرهابييها لهروبهم من قتال الجيش العربي السوري والمقاومة في 25 تموز الجاري، فهذه سيكولوجية عقلية لم تنفصل يوماً عن عقلية قادة المجموعات والتنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت لواء القتل والذبح الذي استشرى في تطوراته الى مستوى بات يشكل خطراً كبيراً في تشكيلة هذه التنظيمات التي عملت أسباب كثيرة في أدائها على وصولها إلى هذه المرحلة من التفكك، لأن السيطرة الاستبدادبة الكبيرة لقادات هذه التنظيمات بدفع الانتحاريين إلى التفجير من دون مشورتهم طبقاً لاستراتيجية التنظيمات القتالية التي تعمل على تصاعد التوترات بين مقاتليها من الأجانب والمحليين بسبب التفضيل في الأهمية والأجر المادي إضافة إلى الهزائم التي يُمنى بها مقاتلو «النصرة» في عدد من بُقاع الصراع وعجزهم عن السيطرة الكاملة على بعض المناطق مما يُفقدهم الثقة في قاداتهم الذين يقعون في مستنقع ضعف الثقل الرمزي للتنظيم بسبب غياب هذه القادات عن معارك الواجهة التي تحمل طابع التفجيرات الانتحارية، والتي تُشكل حافزاً لفرار المقاتلين خوفاً على حياتهم مما يدفعهم إلى محاولة العودة إلى أماكن يتخلصون فيها من التقشف المادي والخسائر التي يتكبدونها إثر تقدم القوات السورية والمقاومة في محاور محكمة تفرغ أيدي «النصرة» من السيطرة النارية والمناورة وإمكانية الاحتفاظ بما أكتسبوا من مواقع، وهو ما يتكرر في عمليات كثيرة كان فيها التنظيم الإرهابي في مواجهة قوات الجيش السوري المدعومة جوياً وبرياً، وهو ايضاً ما جعل الكثيرين من ارهابيي «النصرة» يتحينون الفرصة للفرار او الانتقال لصفوف تنظيمات اخرى بعيداً من متناول ايدي «النصرة» و«داعش»، مما حدا بهذه التنظيمات الى فرض حواجز في مناطق بعيدة للقبض على الفارين والمنشقين الذين يعانون من الخسارة الميدانية والسياسات المادية والنفسية والتخوين السهل والمحاكمات الميدانية والخلايا الأمنية التي تقوم بالقبض على من تجد لديه ميلاً إلى الأنشقاق أو الفرار قبل فراره، فهذه بمجملها سببها الاختلافات في المنهجية المنتقاة بين التكتيك والواقع وبين الوهم والحقيقة التي ترتبط باختلافات فكرية ولوجستية وتكتيكية والسخط من الديكتاتورية وآلية اتخاذ القرارات التي تحاول الحفاظ على البريق في مقابل ما انسكب على الأرض، لتقع هذه التنظيمات التي أمتهنت القتل والتدمير ضحية فقدان تأثير المشغل ومصدر القرار خارج التنظيم الذي جعل هذه التنظيمات تبدأ بالذوبان جراء التأثير بالمتغيرات الدولية الواردة وقدرة الجيش السوري وحلفائه على الصمود والتكتيك الذي رمى الارهاب في أضرار فاقت جمع خيوطه المتهالكة في ماكينة كاملة الدسم، فالعقل الجمعي للإرهاب يستخدم الانشقاق والفرار والإعدام داخل هذه التنظيمات كغطاء أو تكتيك للهروب من مرحلة خاسرة إلى مرحلة الرمزية الفارغة التي عددت الأسماء وأبقت الإرهاب واحداً .