أخيرة

نداءُ ألقُـدس

} يوسف المسمار*

 

صاحت ْ بنا القـدسُ ما للأهل ِ قـد ذُهـِلوا

واستعذبوا العيشَ بالإذلال ِ وابْـتُـذِلـوا؟!

أصـارَ في اللهـو ِ ما يُـرضي مطامحَـهمْ

أم صارَ في النوم ِ ما يُشفي ألأُلى خملوا؟!

مـاذا دهى الأهـلَ حتى ضَـلَّ معـظـمـُهمْ

دربَ الكـرامات  واستهـواهُـمُ المَـلَـل ُ؟!

فخَيـَّمَ اليأسُ من تـغـيـيـر ِ واقـعهـمْ

وصــارَ صهـيـونُ للتاريخ ِ يَـخـتـزل ُ

كأنما العـُمـرُ قــد ْ بـارتْ مـواسـمُـهُ

وهَـيْـمَـنَ السهـوُّ والتـخـديرُ والشللُ

وباتَ سكسونُ ربَّ الناس ِ وانـعـدمتْ

إرادة ُ الفـعـل ِ في الإنسـان، وألأمـلُ

مـاذا دهى الأهـلَ قالتْ قـُدسُـنا ولـِما

أرضُ الحضارات ِ بالأشرار ِ تحـتـفـل ُ؟!

يا أهـلُ يا أهـلُ فاضَ الكيلُ وانفضحتْ

أعــذارُ منْ ظـَنَّ أنَّ النصرَ يُـرتجَـلُ

لم يـبـق للعـز ِ إلا َّ الجـِـدُّ  فابـتـدعــوا

بالجـدِّ  والجـهـد ِ عصرا ً ليس يَـنخذلُ

ما كانَ في اللهوِّ للأحرار ِ مُـؤتَـمَـلٌ

بل كان بالجـِدِّ عـزُّ الناس ِ يَـكـتـمـِلُ

يا عاشقَ اللهـوِّ عشـقُ اللهـوِّ مهزلة ٌ

ما كان في اللهـوِّ إلا َّ الـوهمُ والفشـلُ

فأجملُ العـيش في الـدنيا مجاهـدة ٌ

وأقـبحُ العـيش ِ في الـدنيا هُـوَ الكسَلُ

لـمْ يخـلـق الله ُ إنـســانا ً لتـسـلـيـة ٍ

بل حـِكـمَـةُ الله ِ أن يـرقى بـه العَـمَـلُ

فإن عـَمـلـنا كـما تـقـضي مـطامـحُـنـا

للـمـجـد ِ والـعـزِّ حـتـما ً دائما ً نصلُ

وإنْ لهَـوْنـا وهـِمْـنا  في مثـالـبـنـا

لا شيء نـرجو سوى ما يُنـتـِجُ الخَـبَـلُ

ما قيمة ُالعقـل ِ في الإنسان ِ إنْ بَطلتْ

مـواهبُ العقل ِ واستشرى بها الزغَـلُ؟!

أليسَ في العـقـل ِ ما يسمـو بـقـيـمتـنا

ويجعلُ الخَـلـقَ بالخـلا َّق ِ يتصـلُ؟!

لمْ نـُوهَـب العـقـلُ كيْ ينـتابـنا شَـللٌ

في الروح ِ والنفس ِ أو ينتابنا الهَـبَـل ُ

فالعـقـلُ فـيـنا هُـوَ الإنـسـانُ منطلق ٌ

بالفـكـر ِ والفـن ِ والإبـداع ِ منـشـغـلُ

لا وقـتَ للهـوِّ، إنَّ الـوقتَ غالبنا

وغـالـِبُ الـوقت ِ ذاك العاملُ البطـلُ

بالجـدِّ لا اللهوِّ دربَ الحقِّ نـُدركُـها

ونـدرك الخـيـرَ، والآفاقَ نخـتـزلُ

هـذا هُـوَ العـدلُ أن تـبـقى مشـاعـلُـنا

مهـما طـغى الـويـلُ رغمَ الويلِ تشتعـلُ

فـنهـضةُ الـوعيِّ تسمـو في تَـمَـرّسـنا

بـمـبـدأ الصـدق ِ حتى ينـتـهي الـدَجَـل ُ

فـالعـمـرُ شـئـناهُ  إقـداما ً وتــنـمـيـة ً

إنْ طــالَ أو قَــلَّ أو أودى به العَـجَـل ُ

منـذ ابتـدى الـدهـرُ لمْ تـتـعـبْ مواكُبـنا

تمشي الى المجـد مهما ضاقـتِ السُبُـلُ

فـقـوة ُ الحـق ِفي إنـجـيـلـنا قِـيـَمٌ

وقــوة ُ العــدل ِ في قـرآنـنـا شُـعَــلُ

قـد قالت القـدسُ ياما دالَ من دُوَل ٍ

ودولــة ُ الحـق ِ فـيـها اسـتحـكَـمَ الأزلُ

لـِدولــة ِ الشــرِّ والعـدوان سـاعـتُها

ودولــة ُ الخـيـرِ دنـيـا ما لهـا أجَـلُ

جــِراح ُ بـيـروت تـحيـيني وتُـنعشني

دمـــاء ُبغـداد في الاعـماق تعـتـملُ

وصـدرُ عـمـَّان صـدري خـافـقٌ أبـدا ً

يا شــام يا شــامُ فـي إقـدامـكِ الأمَــلُ

يا فـتـيـة َ الحـق ِ، يا أحـرار أيـنـكـمُ؟

ما عـادَ قـلبي أسى الآهـات ِيحـتـمـلُ

قــدسُ القداساتِ عـزُّ الشعب في وطن ٍ

فـيه ابـتـدى البـدءُ والتاريخُ والمُـثُـلُ

فـحـقـد سكسون واليهـود مُنطـفئ

مهما طغى الحقـدُ، إن الحِقـدَ مُنخذلُ

شــريـعـة ُ الله ِعــدلٌ لا يُـغـَـيّـرُهـا

ظلمُ الطواغيت ِ مهما جهـدهَمْ بَـذَلـوا

وشـرعـة ُ العـزِّ يا أحـرار آيـتـها:

لا يُـنـقـذُ القدسَ إلاَّ الوعيُّ والعَـمَـلُ

فـصفـقـةُ القـرنِ لا تـعـني لـنا أبـداً

إلاّ الـهــوانَ الـذي بالـذُلِّ يـنجـبـلُ

ما جرّأَ تـرامب أن يُبدي حماقـته

إلاّ الخـياناتُ والتضليـلُ والخَـبَـل

إن شئتمُ النصرَ ثوروا طهّروا وطناً

من كل من خان واجتثواالألى سفلوا

هـذا نـدائي لأبنائي الألى انطـلقـوا

وأشعلوا الكـونَ بالتحرير واشتعلوا

فالحقُّ بالبذلِ محروسٌ ومنـتصرٌ

والحـقُّ بالجبنِ مهـدورٌ ومنخـذلُ

لا ينصرُ القدسَ شعبٌ خائفٌ وجلٌ

بل ينصرُالقدسَ شعبٌ ناهضٌ بطلُ

ثورواعلى الظلمِ واجتثواالألى ظلموا

إنْ شئـتـمُ العُـمـرَ بالإنصاف يكـتمـلُ

لا يـصلـحُ العُـمـرُ الا يـومَ نـجـعـلـهُ

للعــزِّ دنـيـا بـعـــرشِ الله تـتـصـلُ

*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى