حديث الجمعة

صباحات

} 15-4-2022

صباح القدس لفلسطين، أعادت الينا اليقين، بأن كل عصور الطغيان ضد التاريخ، لا بد أن ترحل، منها ما يرحل بالصواريخ، ومنها ما يترجل. فقد ولى العصر الأميركي وهو يترنح، رغم كونه العملاق المسلح، وهو يحتمي اليوم بالعقوبات، فيحول الحرب إلى حرب عملات، وتنهض في العالم معادلة جديدة، تجعل النهاية الأميركية أكيدة، ومنذ بدأ التخبط في العراق، سقطت هالة القوة، وسقط معها إعلام النفاق، وسقطت مزاعم الأبوة، لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، وانكشف الاحتلال على حقيقته، قوة همجية العنصرية لها عنوان، همه الأول أن يحمي الكيان، و»إسرائيل» هي ربيبته، وقبله سقط العصر الإسرائيلي، الذي قالوا إنه بدأ باحتلال لبنان، يوم أطلقت المقاومة مع رصاصها نصها التحليلي، بأن السجين أقوى من السجان، وأن الشهيد حي لا يموت، وان «إسرائيل» اوهن من بيت العنكبوت، ومنذ ذلك التاريخ تفاقمت أزمة الاحتلال، وبدأ الحديث جدياً عن خطر الزوال، وانتقل الصراع من الحدود، إلى صراع على الوجود، وجاء الربيع العربي، وقيل إنه العصر الأخواني، وإنه بديل عن الأجنبي، بعنوان عثماني، فقالت سورية لكل غبي، إن الحرب تربح باثنتين، الأولى ببعدها الشعبي، والثانية بأن المؤمن لا يلدغ من الجُحر ذاته مرتين. وبقيت نظرية الحقبة السعودية، حتى جاءت الحرب اليمنية، وقالت ان زمن سطوة المال قد ولى، وإن شعباً أعزل للنصر تجلى، وأن الأرض تعرف أبناءها، وتكسر الحصار في برها وبحرها وسمائها، وإن لا مكان لميوعة التطبيع، ولا لمن يشتري ويبيع، وإن الأمة لها هوية وقضية، ليس منا من يمد يده للكيان. فهذا معنى العروبة والهوية العربية، وهذه بوصلة حقوق الإنسان، وها نحن ندخل عصر فلسطين، عصر رعد وضياء، عصر القدس وجنين، عصر الأجداد والآباء، حيث يقطع الشك باليقين، بأن أمة الأنبياء، تنتصر على أمة الشياطين.

} 19-4-2022

صباح القدس والعالم يتشكل من جديد، والشعوب الحية تكتب مصيرها بالنار والحديد، ففي اللحظات المصيرية، يكتب الحضور لمن حضر، والمعادلات التغييرية، لا تنتظر من انتظر، وعندما يسأل أين هم العرب، سيكون الجواب في فلسطين سيف الغضب، فليس صحيحاً أن المنطقة فيها مكان للمشاريع غير العربية، إلا في العقول الغبية. فالمشروع العربي حاضر، وعنوانه في فلسطين، وعندما دقت ساعة كتابة المحاضر، كان العرب حاضرين، فكانوا في القدس وجنين، وكانت غزة بالمرصاد، وكانت الشعوب الناطقة بالضاد، تستعدّ ليوم القدس في رمضان، علامة على الحضور في الميدان، وكما تقول التجارب، القضية والمشروع حيث تحارب، وليس للعرب من حرب إلا لفلسطين، وباقي الحروب عليهم، وكلما تجاهلوها مطبعين، اقتربت الكارثة إليهم، ويكفي بالدليل المبين، النظر لحال مصر عبد الناصر، كيف باتت محاصرة بعد أن كانت تحاصر، والمقارنة بين مرحلة السد العالي وسد النهضة المعادي، كالمقارنة بين من كان سيد الأعالي وصار في الوادي، ففلسطين وحدها ترفع شأن الدول، وتكافئ الحكام بمقدار العمل، وتفتح الآفاق على نافذة الأمل، ومن يتحدث عن غياب المشروع العربي وفلسطين حاضرة، جاهل في التاريخ والسياسة ولو ألقى ألف محاضرة، أو موظف عند من يتخذ من دعم إيران لفلسطين ذريعة، ويسير عكس الطبيعة، فتصير أبراج الإسمنت والزجاج هي المشروع، ويسميها حضارة، فيخرج عن الموضوع، حتى في فن العمارة، وينضم للقطيع، منادياً بالتطبيع، واقفاً خارج التاريخ، الذي يكتب بالدم والبطولة، بانتظار ان تقول الصواريخ، تتمة المقولة، فلسطين هي الأمة، وفلسطين هي القمة.

} 20-4-2022

صباح القدس للمرابطين والمعتكفين، في أكناف أقصى قدس فلسطين، يقاتلون في بطن الحوت والتنين، يمهدون ليوم القدس العالمي بعد أيام، يوماً تهتف فيه الملايين، تمنحهم بعض الشعور بالانتماء لأمة المسيحية والإسلام، حيث لا تنام الأمم ولا تستكين، والقدس تصرخ وحيدة، أمام قطعان المستوطنين، والاحتلال ينفذ المكيدة، بتهويد المسجد، وتركه يستباح، ساعات في الصباح، بين الباحة والساح، والأقصى يسأل عن السلاح، وقد بلغ الأمر حداً لا يطاق، وخرج عن حدود النطاق، بينما لا يزال الحضور دون المأمول، والاحتجاج صوت خجول، أمام هول الجائحة، والفرصة لا تزال سانحة، لخطوات معلومة، أولها إلزام وزراء القائمة الإسلامية بالقوة، بفرط حكومة الاحتلال ما لم تنفع نداءات النخوة، وثانيها نزول الضفة والداخل، بحزم وعزم نحو المداخل، وثالثها حضور غزة بالسلاح، طالما المسجد يُستباح. فالخطوط الحمراء واجب ان ترسم، والمواقف أن تحسم، لأن ما يجري خطير، وتمريره خطأ كبير، وقد بُحّت الحناجر في أركان المسجد، لمئات لا يملكون إلا أصواتهم، وقوات الاحتلال تهدد، كلما تصاعدت خطواتهم، وقد آن الأوان ليخرج الرد في الميدان، ويقول إن الأمة ليست نائمة، وان الكلمة للمقاومة، وان تهتف الساحات والميادين، لنصرة شعب فلسطين، فيكون أسبوع للقدس من الجمعة الى الجمعة، لا تهدأ خلاله الشوارع، في كل مدينة وضيعة، وحي وشارع، ليسمع العالم صوت الحق الصادح، ويعرف الفلسطينيون أنهم ليسوا وحدهم، بأننا أمة لا تنسى ولا تسامح، وتعرف كيف ترد لأعدائها كيدهم، وساعة بين الإفطار والسحور، يخصصها الصائمون عبر العالم لفلسطين، تغير مجرى الأمور، وتمنح الثقة للمقاومين.

} 21-4-2022

صباح القدس للأقصى من جديد، ولا يفل الحديد إلا الحديد، وصباح القدس لفلسطين، من غزة الى جنين، وصباح القدس لمأزق «إسرائيل»، من مسيرة الأعلام الى انتفاضة الجليل، والأحداث ترسم المعادلات القادمة، بين خيار حرب مع المقاومة، أو حرب أهلية بين الاحتلال والمستوطنين، حيث كلفة تفادي الحرب تفتح باب تفكك الكيان، وقد فقدت الحكومة على الضفتين أزرار الأمان، فخطوط حمراء تحاصرها، ومستقبلها محاصر بحاضرها، إن تمادت قد تسقط وتفقد نصاب الاستمرار، حيث الفلسطينيون يحكمون على كل من يشارك منهم خطوط الحصار، ويجبرون القائمة العربية على الخروج من الائتلاف، بينما تخشى الحكومة وتخاف، من حرب مع غزة وراء الباب، كما تخشى انتقال المستوطنين الى العنف والإرهاب، وحكاية قتل رابين، على أيدي المتطرفين، فتلك هي أزمة الوجود والمصير، حيث كيفما اتجهت بديل خطير. وهذا هو الوقوع في حيص بيص، أبعد من مجرد تظاهرة بلا ترخيص، إنها أزمة غياب الخيارات الرابحة، واستغلال الفرص السانحة، فلا خيارات ولا فرص، وفي كل اتجاه قرع للجرس، وإنذار بالانفجار، واشتعال النار، والتذاكي والتلاعب لا يحلان مشكلة، قيد أنملة. وهذا هو مأزق الوجود، داخل الحدود، وتصدع البنيان، وتفكك الكيان، لا تخفيه العبارات الطنانة، والاحتلال يفقد أمانه، ولم يسعفه تطبيع، ولا أسعفه الجدار، والحل السريع، يسرّع الانفجار، والحفاظ على الاستقرار، بالتراجع في القدس وفك الحصار، ما يفتح الباب لحرب أهلية بين اليهود، ويفجر في الكيان أزمة وجود، والتذاكي بشراء الوقت، قد ينفع لبعض حين، لكن نهاية زمن الصمت، تقترب في فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى