أخيرة

نافذة ضوء

الفكر السياديّ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ هو المستهدَف

 

 

} يوسف المسمار*

الكلام ضد الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس كلاماً جديداً ولا مستغرباً أو مستهجناً بل هو كلام قديم رافق الحزب منذ ظهوره، بل أكثر من ذلك منذ قبل ظهوره يوم كان لم يزل حركة سريّة. وكان أول الكلام الخبيث من بعض أعضائه المؤسسين مما اضطر المؤسس أنطون سعاده أن يحلّ الحزب ويستبعـد بعض عناصره الذين لم يكن يأمن جانبهم، ويعيد تأسيسه من الذين لمس فيهم النزاهة والأمانة والصدق والاستعداد للعمل بإخلاص.

والحقيقة أن التهجم على حركة الحزب السورية القومية الاجتماعية والتطاول عليه وعلى أعضائه ومؤيديه ومناصريه والمعجبين به وكل من لا يقف في وجهه لم يكن مطلقاً ضده ولا ضد الأعضاء والمؤيدين والمعجبين والصامتين الراضين عن الحزب، بل كان ضد عقيدة الحزب التي رفضت تجزئة الوطن السوري، ورفضت بالتالي تفتيت المجتمع السوري وركـَّزت على وحدة الوطن السوري ووحدة المجتمع السوري، ووحدة التاريخ السوري الحضاري بأجياله المتتابعة المتلاحقة عبر الزمان دون إسقاط أي مرحلة من مراحله، او الاستغناء عن أي جيل من أجياله، او التنازل عن أي منطقة من مناطق وطنه، أو تحقير أي جماعة من مكوناته.

بل وأكثر من ذلك كان ولا يزال بسبب انطلاق الحزب من التركيز على نهضة الأمة واعتبارها أمة تامة ناضجة كاملة الأهلية، قادرة على تدبير شؤونها بنفسها دون وصاية أو رعاية أو رقابة أو توجيه، وكذلك بسبب كون حركة النهضة تمتلك الوعي الهادف، والكفاءة الكافية، والإرادة التامة لاختيار ما تريد في الحياة، وتبنـِّي ما تراه مناسباً لتحسين مستوى حياتها، وتقرير المصير الذي ترى نفسها جديرة بتقريره.

الحرب على الحزب منذ نشوئه ولا تزال

ولهذا بالضبط هبّت على الحزب منذ ثلاثينيات القرن الماضي رياح السموم، وأمواج الشائعات والإشاعات، ودعايات الأباطيل والأكاذيب والوشايات من الخارج والداخل.

كانت حملات الدعاية الاستعمارية عليه من الخارج ولا تزال، وكانت وشايات الحقد والأنانية والعصبيات الجاهلية والطائفية والمذهبية والخصوصية عليه من الداخل ولم تزل مستعرة. تآزرت دعايات الخارج مع وشايات الداخل لتعرقل مسيرة حزب نهضة الأمة المكتمل وعيه الروحي فتتوزع جهوده قبل أن يكتمل كيانه المادي على مئات الجبهات في أعظم حرب شهدتها أو تشهدها جماعة واعية من الجماعات منذ بداية التاريخ الجليّ.

كانت مواجهة العضو المنتسب الى هذا الحزب مواجهة حادة في البيت مع الأب والأم والأخت والأخ وأقرباء النسب وجيران الحي أو القرية أو المدينة أو المنطقة أو القضاء أو المحافظة، كما كانت المواجهة مع أبناء الطوائف والمذاهب والسلطات والأحزاب والمنظمات والتجمعات والتجمهرات، وأيضاً مع رجال الأعمال والأثرياء ومتوسطي الحال والفقراء المخدوعين المضللين. وكانت الإرادات الخارجية التي تتلاعب بالعباد وتسرق خيرات البلاد.

 وهذا ما جعل الكثيرين من أعضاء حزب النهضة السورية القومية الاجتماعية إما أبطالاً أو يسقطون شهداء في ساحات القتال، وإما ضعافاً بعد أن تسربت الى نفوسهم أفكار اليأس والقنوط، وإما جبناء انخلعت قلوبهم في حومة الصراع فتساقطوا غير مأسوف عليهم.

واستمرت على طريق الصراع بفعل الوعي الناضج قلة ٌ من الواعين المؤمنين الذين كما قال مؤسس الحزب سعاده عنهم: «لا يـبـيعـون الشرف بالسلامة ولا العز بتجنب الأخطار»، بل هم المؤمنون بأنه: «لو قُضي على المئات والآلاف منهم، لما تمكّن الأعداء من القضاء على البقية الباقية التي تقيم الحق وتسحق الباطل».

فالحق هو الفائز المنتصر في صراع الحياة لأنه حق طبيعي، والباطل هو المقهور المنسحق لأنه باطل مصطنع. والطبيعيّ هو الأثبت والأبقى مهما شرقطت شرارات الاصطناعيّ وسببت زوغان الأعين.

الفكر السياديّ هو المستهدف

هؤلاء القلة استمرّوا لأن همّهم المحافظة على شرف الأمة، وتحقيق عزتها، ونصرة الحق، وسحق الباطل، ولن يتنازلوا عن هذه المطالب ما دام الوعي السوري القومي الاجتماعي هو أساس انطلاقهم، وما دام الفكر السيادي السوري القومي الاجتماعي هو الهادي لهم، وما دامت ممارسة الوعي العاقل والفكر السيادي هي النهج المعتمد للنهوض بالحياة وبناء الحياة. وسيستمر الفكر السيادي هو المستهدف من قبل الداخل والخارج، ولن يتوقف هذا الاستهداف البغيض لا من الأعداء المتربّصين في الخارج ولا من الجهلة والحمقى والأغبياء والعملاء والجبناء والخونة والمهزوزين المتأرجحين في الداخل، ولا من داخل صفوف مدرسة الحياة القومية الاجتماعية الذين رسبوا في امتحانات النجاح والانتقال الى الصفوف العليا، فتحوّلوا الى خوارج ثرثارين متهجّمين على من تخطاهم وتجاهل إشاعاتهم ووشاياتهم بمزيد من العمل والإنتاج والإبداع والتضحية غير آبه بكل الترهات والدعوات والدعايات التي لا تفيد الأمة بشيء، ولا تنتج إلا المعوقات والثغرات التي يتسرّب منها اللصوص والمخربون والأعداء.

*باحث وشاعر قومي.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى