أخيرة

دبوس

لحظة الحقيقة الصارمة

بدأت الأصوات في داخل كيان الإحلال بالدعوة الى العمل في اتجاه إحياء الاتفاق النووي بدلاً من تعطيله، أجهزة الاستخبارات ومؤسسات صياغة استراتيجيات المستقبل والثنك تانكس وغيرها بدأت بالتوصية بذلك، والسبب في هذا التحوّل الدراماتيكي هو توصّل هؤلاء الى نتيجة مؤداها انّ القيام بالعمل العسكري الذي طالما هدّدونا به منذ عقود، والخيار العسكري الذي لا يزال على الطاولة كما دأبت دولة الهيمنة بالتلويح به لم يعد ممكناً، وأنّ كلفة عمل كهذا، وفق حساباتهم وتقديراتهم، ستكون لها تبعات وجودية بالذات على كيان الإحلال.
والأرجح انّ كلّ ذلك العواء والضجيج لم يكن سوى خداع استراتيجي Bluffing، كمؤشر آخر على انّ المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وقاعدتهم المتقدّمة، الكيان الصهيوني، قد وصلوا الى لحظة الحقيقة، والتي لا يملكون بعدها سوى التسليم بأنّ العالم آخذ في التحوّل، وانّ الشرق بدأ يأخذ بزمام المبادرة، وأنّ أيّ مغامرة أخرى قد تحمل في طياتها إنهاء الوجود الأميركي في منطقة غرب آسيا، وانكفاء القوة الأميركية غرباً…
قبل هذا وذاك النهاية الحتمية لكيان الإحلال، فرصة متاحة يجب اغتنامها من قبل إيران، كيما تتشدّد في مفاوضاتها مع الغرب في ما يتعلق بالملف النووي، فتقف بصرامة في بند التعويضات عن العقوبات والحصار الاقتصادي الجائر، وكذلك في ما يتعلق بالضمانات المشروعة في حالة انسحاب الولايات المتحدة مرةً أخرى من الاتفاق، إذ انّ نكث العهود هو ديدنها، وتمزيق المعاهدات والاتفاقيات والارتداد عنها هي صفة لازبة لدولة الهيمنة…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى