أخيرة

نافذة ضوء

نداء إلى المقاومين الواعين من أبناء الأمة
‭}‬ يوسف المسمار*
يا أيها المقاومون الواعون الأعزاء على كل عدوان، المهاجمون كل فساد وظلم من أبناء أمتنا في فلسطيننا المظلومة الجريحة، ولبناننا المريض، وأردننا الكسيح، وعراقنا المُنهك، وكويتنا المتربّصة عيون الأشرار، وشامنا المستفردة من جميع قوى الشر والعدوان والإرهاب والهمجية والخيانة في العالم، إياكم إياكم إياكم أن تتنازلوا عن حقكم ودينكم ووطنكم، أو تتخلّوا عن وعيكم وشجاعتكم وبطولتكم.
لقد علّمتنا أحداث التاريخ أن ما من أمة تنازلت عن حقها ودينها ووطنها الا ذُلت وانقرضت، وما من قومٍ تخلّوا عن وعيهم وشجاعتهم وبطولتهم الا ذهبوا هباء منثوراً.
لقد تعلّمنا من مسيحنا:
«أن نعامل الناس كما نحبّ أن يعاملونا».
وتعلّمنا من النبي محمد:
«أن خير الناس من يُرجى خيره ويُؤمنُ شرّه. وأن شرّ الناس مَن لا يُرجى خيره ولا يُؤمنُ شره».
وعقيدتنا السورية القومية الاجتماعية الإنسانية علّمتنا وتُعلّمنا وتُدرّبنا وتدعونا دائماً وأبداً: أن لا نعتدي على أحد، وأن لا نهين كرامة أحد، وأن لا نُكره ونُجبر أحداً على ما لا يستطيع. فللآخرين معتقداتهم ولنا معتقدنا. ولهم مؤهلاتهم ولنا مؤهلاتنا. ولهم إمكانياتهم ولنا إمكانياتنا، ولهم أهدافهم ولنا أهدافنا، لكن عقيدتنا أوجبت علينا: أن لا نقبل الاعتداء من أحد، ولا نرضى أن نكون طعاماً للمعتدين، ولا نخاف ولا نجبن أمام من يريد بنا شراً، لأن الحياة ليست أكثر من وقفة وعز. وبئس الحياة اذا كانت بالذل ولم تكن حياة عز. فكل من وُلد لا مفرّ له من أن يموت ولو كان في بروج مشيّدة ومحصّنة، فليكن موتنا بالعز كما أردنا حياتنا بالعز.
فالجنة الحقيقية هي العز في الحياة والعز في الموت، وليس فيها مكان لمن عاش بالذل ومات بالذل.
فأرقى درجات المعرفة النافعة، والدين الصالح الراقي، والعلم المفيد، والفن البديع في نظرتنا الشاملة إلى الحياة والكون والفن، وفي فلسفتنا القومية الاجتماعية المنطلقة من هذه النظرة، ومفهومنا المناقبي الأخلاقي الحضاري هو الصراع البطولي المستمرّ من أجل قضية عظمى تساوي وجودنا، وفي سبيل مثلٍ أعلى عظيم ولا معنى للحياة والمعرفة والدين والعلم والفن بغير ذلك أبداً.
وهذا هو نهج القومية الاجتماعية الهادي للأجيال:
«لا يمكننا أن نربح الأرض ونحن نقتتل على السماء. لا خير ولا ارتقاء بلا أرض. والأذلاء يضمحلون أمام الأعزاء، والذين يكسبون الأرض يُهلكون الذين لم يعرفوا أن يحافظوا عليها. الوصول الى السماء يقتضي ارتقاءً لا انحطاطاً. السماء بالعز لا بالذل، فصونوا بلادكم عزيزة واحفظوا أرضكم ففيها السماءُ والخلود».
*باحث وشاعر مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى