أولى

المقاومة وصفقة التبادل

– تؤكد مصادر المقاومة في غزة أنها متمسكة بأن تتضمن أي صفقة لتبادل الأسرى إجابة على سؤالين، الأول: متى تتوقف الحرب نهائياً، وأنها سوف تحتفظ بما يكفي من الأسرى كماً ونوعاً لحين تحقيق هذا الشرط إذا قبلت التدرج في التبادل. والثاني: متى تخرج آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وأنها سوف تحتفظ بما يكفي من الأسرى كماً ونوعاً حتى يتحقق هذا الشرط.
– وفقاً لرؤية هذه المصادر، فإن الظروف الراهنة على صعيد الوضع السياسي في الكيان لا تبدو مشجّعة على فرصة صفقة، لأن هذين السؤالين يبقيان بلا جواب، وفي أحيان كثيرة يبدو الجواب سلبياً، حيث لا يزال الحديث عن عدم وقف الحرب وعدم الاستعداد للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين يتردّد على ألسنة قادة الكيان.
– المقاومة واثقة من قدرتها، وتعتبر أنه رغم آلام الحصار على شعبها، فإن هذا الشعب يمنعها من تقديم التنازلات، خصوصاً بعد حجم التضحيات الهائل الذي قدّمه تمسكاً بخيار الصمود والمقاومة، وبالتالي فإن المقاومة لا تملك تفويضاً بتقديم تنازلات بداعي توفير المساعدات الإنسانية لشعبها، رغم ضغط الحاجة إلى أبسط مقوّمات الحياة.
– على الصعيد الميداني تثبت المقاومة قدرتها على إلحاق المزيد من الخسائر بجيش الاحتلال وعلى قيادة الكيان التي تعاني من تشقق جيشها وتفكك قياداته، ومن تفاقم أزماته السياسية والنفسية والاجتماعية، وعجزه عن إعادة مستوطنيه شمالاً وجنوباً، أن يواجه هو مشاكله، ويبحث عن مخارج. وعلى عرابه الأميركي الذي بات يدرك خطورة استمرار التصعيد وتأثيره على المصالح الأميركية والغربية، أن يضغط لفرض الحلول التي تخفف عنه الخسائر. والمقاومة سوف تنتظر حتى يعرض عليها ما يلبي طموحات شعبها ويليق بتضحياته حتى تدخل بالتفاوض الجدّي، أما الآن فسوف تقدّم أجوبتها على عرض الصفقة، احتراماً للوسطاء العرب، وتأكيداً لإثبات جديتها في التعامل مع مشاريع الحلول.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى