الحريق التركي
بدأ حزب العدالة والتنمية التصرف بعد الانقلاب العسكري وكأن لديه تفويضاً مفتوحاً للقبض على مفاصل الحياة التركية كلها بقوة عنوان الحفاظ على الديمقراطية.
بلغ الحزب الحاكم مدىً من التعسف والانتقام لم يسمح لكل حلفاء الحكم بمواصلة تأييده فقد تحوّلت تركيا إلى سجن كبير وبدا واضحاً أن خصوم الحزب ومنافسيه كلهم مستهدفون وأن الهدف هو إحكام السيطرة المطلقة على تركيا ومؤسساتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية وتحويل المعارضة التركية التي وقفت ضد الانقلاب إلى ديكور تجميلي للحزب الحاكم.
لم تتأخر أحزاب المعارضة عن إدراك الخطر وبدأت بالتصرف لتوظيف رصيدها بالوقوف ضد الانقلاب للقول إن الأتراك نزلوا إلى الشارع تأييداً للديمقراطية وليس للحزب الحاكم وأن أسباب رفض الانقلاب هي أيضاً أسباب لرفض التفرد في الحكم وخنق كل صوت معارض.
تظاهرات أحزاب المعارضة التركية تحت شعار لا للانقلاب نعم للديمقراطية ولا لحالة الطوارئ هي بداية لمواجهة ستتسع وسيضيق صدر الحزب الحاكم بها.
في ظل الركود الاقتصادي والفشل الإقليمي والقهر المبالغ به والوحشية السياسية وهمجية سلوك الحزب الحاكم سرعان ما سينشب الحريق الكبير.
التعليق السياسي