أولى

تساؤلات وإجابات
بين «الصّفقة» و «الصّفعة» (2)

زاهر الخطيب _

بين الصفقةِ والصفعة، توضيحٌ وتصحيح.. ما قيل عن الصفقة في الأساس ليس صحيحاً.

فهذه ليست صفقة بين فريقين اثنين، وإنما هي بمثابة إشهارٍ لزواجٍ في الشكل فقط،

فأميركا و»إسرائيل» في الأساس هما زوجان فعلياً وفريق واحد وليسا فريقين اثنين.

(سياسياً وعسكرياً) أميركا والكيان الصهيوني فريقٌ واحد.. ونقطة على السطر.

ـ الصفقة هذه توازي أو فلنقل، تؤذنُ بتداعياتها أكثر مما حصل عام 1948… التي أدّت إلى تحركات شعبية احتجاجاً على تآمر الحكام العرب ومذّاك، أَدَّت هذه التحركات إلى ما عرف بسنوات «الغليان» التي تَحدَّث عنها محمد حسنين هيكل.. وبات، اليوم، العديد من الأنظمة التابعة «بعد حشرها في الزاوية» كما يُقال غير قادرة على السير في هذه الصفقة وتوفير الغطاء لها.. إلى النهاية.

وبالتالي كانت تلكم «الصَّفعة» من إيران الثورة التي تلقاها مذهولاً معسكرُ الأعداء في عين الأسد.

ـ وكان مجدَّداً تأجيجٌ للغليان الشعبي في العالمين العربي (الإسلامي والمسيحي) في سياق تقدّم منظومة المقاومة في محيط فلسطين.

ويرى الكثيرون من المعلّقين على الصفقة داخل كيان العدو الصهيوني الاستيطاني المغتصِب أنّ الآتي سيكون الأصعب، ولن يعودَ أمام الصهاينة الغاصبين سوى الهلعِ والجزعِ أو سوى تحضيرِ جوازاتهم للرحيل.

ـ لم يعُد هناك طرف فلسطيني يرتكز عليه صهاينةُ الاحتلال كغطاء لدعم خيار التسوية، أو لِيشكِّلَ «حصانَ طروادة» لِخيار التسوية الذي ساد منذ عام 1977، الذي أَكَلَ من عمرنا الرخيص سنوات ولقد تبخّر اليومَ ولن يُعاد.

ـ خلاصة القول إنّ سلبيةَ الإعلان عن الصّفقة، تكمن فقط عند الذين راهنوا على حيادية الدور الأميركي كصديقٍ أو كوسيط.. ولن يجرؤ فلسطيني واحد بعد اليوم أن يتكلّم بالتفاوض مع أميركا، إلاّ وكأنما يقول تَعساً له: أنا «صهيوأميركي».

رابعاً: ما هي آفاق المستقبل والتوقعات والاحتمالات الواقعية والموضوعية؟

1 ـ احتدامُ المعركة وتصاعدها على خلفية التداعيات الناجمة عن اغتيال سليماني، والمهندس، وتأجيج الغليان الشعبي الرافض للصّفقة وما يقابله من انحسارٍ شعبي، في معسكر المراهنين على حيادية الموقف الأميركي كوسيط أو كصديق خصوصاً، بعد التزامه جانبَ الموقف الصهيوني.

2 ـ استحالةُ شرعنة صفقة القرن، إلاّ إذا حصل قرار من مجلس الأمن، وهذا غير متوافر، علناً، على ما يبدو على الأقلّ حتى الآن.

3 ـ صفقة القرن واغتيال سليماني والمهندس دفعت نوعياً منظومة المقاومة للانتقال، من موقع الدفاع السلبيّ إلى موقع الهجوم الإيجابيّ، والسؤال الذي يبقى مطروحاً، هل يؤدّي ذلك إلى إنهاء التعايش مع الهيمنة التي يعاني منها الوطن العربي.

الكلمة الفصل في هذا التوقُّع يعود إلى إرادة الأمة، وإلى خيارها الثَّوري بتوافر، شروط نهضة الأمم بالتّحرُّر والتّحرير، وحقها بتقرير مصيرها.

ولقد أكدت التجارب التاريخية الظّافرة أنّ المقاومةَ حقيقةٌ علميةُ ثابتة عند توافر شروط انتصارها.. وهي الِخيار الأساسيّ للشعوب حين تُحتَلّ أوطانُها..

فإما أن ننهض في سبيل الحق لنحيا نحنُ والِعزُُّ، وأما في سبيل الحق نُستشهد، نحنُ وَالفَخرُ،

لَعلّنا نختُم قولَنا، باستحضار بعض «جيناتٍ» من تراثنا العربيّ والإنساني،

للفارس العربي الحَمَداني يردِّدُ بإباءٍ وحميّة:

« ونحنُ أُناسٌ لا توسُّطَ بيننا..

لنا الصّدرُ، دونَ العالَمين، أَوِ القَبرُ..

المجدُ والخلود لِشهداء الثورة العربية ولأحرارِ الأمميّة.

*أمين عام رابطة الشغيلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى